حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وخاتم النبيين، حبيب اله العالمين، أبي القاسم محمد وعلى آله الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

 

اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وافتح علينا أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك.

 

أحيِّيكم أيها الأخوة الأعزاء، وأعزيكم بمناسبة استشهاد سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السيدة الجليلة المعصومة، التي نزلت فيها آية التطهير لُتعبِّر عن طهارتها وعصمتها وكمال روحها، وكانت فيمن باهلَ اللهُ بهم نصارى نجران، فكانت ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(1).

 

نتحدث بهذه المناسبة الجليلة حول موضوعٍ طالما كان مثاراً للجدل بين الشيعة والسنة، وهو "مصحف فاطمة" عليها أفضل الصلاة، وأتم التسليم.

 

مصحف فاطمة (ع) ليس فيه شيء من القرآن:

لقد اتخذ بعضهم من هذا العنوان مدخلاً للطعن على الشيعة حيث ادَّعوا -بعلمٍ، أو بغير علم- أنَّ لنا قرآناً غير قرآن المسلمين، وهو: مصحف فاطمة! وقد بُحَّ صوتُ علمائنا، وعجَّت كتب علمائنا -من أسلافنا، ومن المعاصرين- مؤكدين على أنَّ مصحف فاطمة (ع) ليس سوى كتابٍ لا يشتمل على شيءٍ من القرآن، وإنَّ القرآن الذي بيد المسلمين هو الذي نؤمن به -لا زيادة فيه، ولا نقصان-، وإنَّ من ادَّعى غير ذلك فهو ليس منَّا. قرآن الله -الذي بين يدي المسلمين- لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، فهو معصومٌ عن التحريف، معصومٌ عن أن يُزاد فيه، ومعصومٌ عن أن يُحذف منه شيء؛ فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل حيث قال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(2).

 

هذا ما يؤمنُ به علماؤنا، وهذا ما تؤمن به الشيعة قاطبة.

 

الفِريةُ قديمة:

أما مصحف فاطمة (ع) فله شأن آخر، مصحف فاطمة -كما أفاد أهل البيت (ع)- هو كتاب بحجم كتاب الله ثلاث مرات(3)، وليس مشتملاً على شيءٍ من كتاب الله(4) كما أفاد أبو عبدالله الصادق (ع)، فهو ليس قرآناً .. وتصدِّي الإمام الصادق (ع) لبيان ذلك يعبِّر عن أن هذه الفِرية قد رُوِّج لها منذ زمن قديم، من أيام الأئمة (ع)، ولذلك تصدى أئمة أهل البيت (ع) لمثل هذه الفِرية، فقال أبو عبدالله (ع): "إن مصحف فاطمة ليس فيه من القرآن ولا آية واحدة"(5).

 

فصول كتاب فاطمة (مصحف فاطمة (ع)):

إذن، مصحف فاطمة إنما هو كتاب، ونستطيع القول بأنَّه مشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما أملاه رسول الله (ص)

هذا الفصل كان بإملاء رسول الله (ص)، وخطِّ علي بن أبي طالب (ع)، ونُسب للسيدة فاطمة؛ تشريفاً، أو إنَّ ما كُتب كان لفاطمة (ع)(6).

 

الفصل الثاني: ما أملاه الملك

وأما الفصل الثاني فكُتب بعد رحيل رسول الله (ص)، وكان بإملاء الملَك الذي كان يأتي فاطمة (ع) بعد وفاة رسول الله (ص). فقد كان ثمَّة ملك -جبرئيل أو غيره- يأتي فاطمة (ع) فيحدِّثها بعد رحيل رسول الله (ص)، ويواسيها، ويُسلِّيها بمصابها بأبيها، وكان يحدِّثها بمقام رسول الله (ص)، وبما آل إليه رسول الله (ص)، وبالمحلِّ الذي هو فيه وعن موقعه في الملكوت الأعلى وفي جنان الله -عزّ اسمه وتقدّس-، فيسلِّيها بذلك. وكان يُذكِّرها، ويعظها، ويأتي بالحكم، والمواعظ؛ لتسليتها(7).

 

هذه هي مضامين، أو بعض مضامين ما كان يتحدّث به الملَك مع فاطمة (ع). فكانت فاطمة هي المُحدَّثة، وكان عليٌّ (ع) يكتب ما تُحدِّث به الملائكة -أو الملك- فاطمة. فهو بإملاء الملَك، وخطِّ علي بن أبي طالب (ع).

 

الفصل الثالث: وصيَّة فاطمة (ع)

وأما الفصل الثالث من فصول مصحف فاطمة (ع)، فكان عبارة عن وصيّة فاطمة (ع)، فقد أفادت بعض الروايات بأن مصحف فاطمة (ع) قد اشتمل على وصية فاطمة(8) عليها أفضل الصلاة والسلام.

 

هذا من جهة فصول الكتاب، ومن كَتَبه، وبإملاء مَنْ.

 

مضامين المصحف:

وأما مضامين هذا الكتاب -أو هذا المصحف-، فقد أشارت الروايات إلى عددٍ من المضامين، منها:

اشتماله على علمِ ما كان وما يكون(9)، ففيه حديثٌ عن تاريخ الرسالات، وفيه حديث عن الكثير من المغيبات التي ستقع في مستقبل الزمان، فهو كتاب فيه حديث عن تاريخ الأنبياء -كآدم (ع)، ونوح، وموسى، وعيسى، وما وقع لهم، وما حدث لهم مع أقوامهم-.

 

أخبار ذرية فاطمة (ع)، وشيعتها:

كما أنه مشتمل على كثير من المغيبات التي سوف تقع في مستقبل الزمان، من قبيل ما سيقع على ذريّة فاطمة (ع)، والملوك التي سوف تلي أمر هذه الأرض(10)، والمؤشِّرات التي تحكي عمن سيكون في ركاب فاطمة -أي الذي يكون من الشيعة-، ومن لا يكون منهم، ففيه مؤشرات تكشف عن ذلك. هذه بعض مضامين المصحف -مصحف فاطمة-.

 

أحوال رسول الله (ص):

كما أنه اشتمل على بيان مقامات رسول الله (ص) في الملأ الأعلى، وفي الجنان عند الله عز وجل، ودرجات الرسول (ص)، وما حباه الله عز وجل(11).

 

الحكم والمواعظ:

واشتمل مصحف فاطمة (ع) على مضامين أخرى، وهي الحِكَم، والمواعظ، والأمثال، وغيرها مما لو اطلع عليه أحد لأنتفع به(12).

 

تفاصيل الأحكام الشرعية:

ثمَّة روايات أفادت بأنَّ مصحف فاطمة (ع) اشتمل على ما يحتاجه الناس من أحكام شرعية في مختلف شئوناتهم من عبادات ومعاملات والأحكام المرتبطة بالحدود والديات، وحتى أرش الخدش، وحتى الجلدة، ونصف الجلدة، وربع الجلدة -يعني تفاصيل التفاصيل في الأحكام الشرعية- فثمَّة روايات استظهر منها هذا المعنى(13).

هذا ما يرتبط بمضامين مصحف فاطمة عليها أفضل الصلاة والسلام.

 

أما لماذا سُمِّي مصحفا؟

فالجواب واضح، هو أنَّ المِصحف اسم للمجتَمِع من الصحائف(14)، فإذا جمعنا عدداً من صحائف إلى بعضها البعض، فإنه يتألَّف منها كتاب، والكتاب يسمَّى في اللغة بالمصحف. ولكن بعد زمن تُعورف إطلاق إسم المصحف على القرآن الكريم، إلا أن ذلك لا يعني أنَّ اسم المصحف لا يطلق على غير القرآن، فإسم المصحف يطلق على كلِّ كتاب، فكلُّ كتاب فهو مصحف؛ لأنه مجموعة من الصحائف، مكتوب فيها شيء من المضامين. هذا هو واقع مصحف فاطمة، وقد أكدَّت الروايات على ذلك(15).

 

إشكالان:

ثمَّة إشكالان: هما منشأ الجدل بيننا وبين الآخرين:

 

الإشكال الأول: هل إنّ مصحف فاطمة (ع) قرآن آخر؟

حاصل الإشكال هو ما توهمه بعضهم من أنَّ مصحف فاطمة (ع) هو قرآن آخر غير قرآن المسلمين الذي نزل على قلب رسول الله (ص).

 

الجواب:

لأنَّ هؤلاء قد توهَّموا، أو أرادوا أن يُوهِموا الغافلين من الناس بذلك، لذلك صار هذا الاسم مُستوحَشاً عند المسلمين، فعندما يسمعون أنَّ للشيعة مصحفاً يسمى بمصحف فاطمة، فإنهم يتوهمون -نتيجة إيهام، وإيحاء الآخرين- أنَّ مصحف فاطمة (ع) هو قرآن غير قرآن المسلمين، والحال أنَّ الأمر ليس كذلك، فمصحف فاطمة هو كتاب كسائر الكتب، غايته أن هذا الكتاب كانت بعض فصوله مُتلقَّاة بواسطة حديث الملائكة، إلا أنه لم يكن قرآنا -كما صرَّح بذلك أبو عبدالله الصادق (ع)-، بل ليس فيه شيء من القرآن كما أفاد (ع)(16).

 

إنَّ القرآن الذي نؤمن به، وبعصمته، وبأنَّه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنَّه لا يُزاد عليه، ولا ينقص منه شيء، هو القرآن الذي بيد المسلمين، وهو الذي يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس، هذا هو قرآننا الذي نتلوه ليلاً ونهاراً، والذي نتعبّد بقراءته وتلاوته في الصلاة. فإذن، هذا الإشكال منتف.

 

الإشكال الثاني: كيف تحدثها الملائكة وهي ليست نبياًّ؟

الإشكال الآخر الذي أثاره البعض -وهو إشكال متأخِّر في الواقع-، هو أنه كيف يتسنّى لفاطمة (ع) أن تُحدَّث من قبل الملائكة، والحال أنَّها لم تكن نبياًّ، فكيف حدّثها الملك؟

 

مقدمة الجواب:

نحن قبل أن نجيب عن هذا الإشكال نذكر بعض الروايات التي أفادت أنَّ مصحف فاطمة قد كتب بإملاء الملك، وخطِّ علي (ع):

الروايات التي تثبت أنها كانت مُحدَّثة:

- ما رواه الطبري في دلائل الإمامة، عن عيسى بن زيد بن علي، قال: سمعتُ أبا عبدالله (ع) يقول: "سُمِّيت فاطمة مُحدَّثة؛ لأنَّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم"(17).

 

- وروى الكليني، بسند معتبرٍ، عن أبي عبيدة، عن أبي عبدالله قال: "إن فاطمة (ع) مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوما"- هي مدة بقائها بعد رحيل رسول الله (ص)، ثم رحلت إلى الله -كما هو أشهر الروايات-، "إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل (ع) يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها، ويُطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (ع) يكتب ذلك. ثم قال: فهذا مصحف فاطمة (ع)"(18).

 

الإمام أشار في هذه الرواية الشريفة إلى بعض مضامين هذا المصحف، وهو أنه مشتمل على ما كان يُحدِّث به جبرئيل فاطمة عن رسول الله (ص)، وعن مقامه، وعن درجته، وعن المحل الذي هو فيه بعد رحيله إلى ربِّه. كما أنه مشتمل على التعزية والتسلية، والتعزية والتسلية إنما تكون بالموعظة، وبيان بعض الحكم والأمثال.

 

الإشكال الذي أُثير حول تحديث الملائكة لفاطمة، منشأه أنَّ فاطمة لم تكن نبياًّ، فكيف حُدِّثت؟

 

الجواب عن هذا الإشكال واضح، ونعرضه في أمور:

الأمر الأول: فاطمة (ع) ليست أول امرأة حدّثتها الملائكة!

 

ليس ثمَّة ما يمنع من أن تُحدِّث الملائكة غير الأنبياء، وقد أكد القرآن ذلك في آيات عديدة:

السيدة مريم المُحدَّثة:

فمريم ابنة عمران (ع) لم تكن نبياًّ -بإجماع المسلمين، وبإجماع أهل الأديان-، ولم هل ينكر أحدٌ يؤمن بالله أنَّ مريم (ع) كانت تُحدَّث من قِبل الملائكة؟! فلقد صرَّح القرآن بذلك، ولا يسع أحد مؤمن أن ينكر أنَّ مريم (ع) كانت مُحدَّثة من قِبل الملائكة؛ لأن القرآن قد صرح في آيات عديدة بأنَّ مريم كانت محدَّثة، يقول الله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ﴾ -المخاطِب هم الملائكة والمخاطَب هي مريم-، ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾(19). فهم قد خاطبوا مريم، ولم يخاطبوها بالتحيَّة وحسب، وإنما أنبؤوها عن أمرٍ مُغيَّب، فقالوا لها إنك ستلدين ولداً اسمه المسيح عيسى ابن مريم، سوف يكون نبياًّ .. هذه كلها مُغيَّبات قد أُخبرت بها مريم -رغم أنها لم تكن نبياًّ-. وآيات أخرى أيضا أفادت هذا المعنى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾(20)، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا / فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا/ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا / قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾(21)، من الذي قال لها ذلك؟ إنَّه الملك، رسولٌ من عند الله.

 

السيدة سارة أيضاً:

وثمَّة امرأة أخرى حدَّثتها الملائكة ولم تكن نبياًّ، وهي السيدة سارة -زوجة الخليل إبراهيم (ع)-، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ / فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾(22) وفي هذه الواقعة كانت زوجته سارة معه ﴿وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا﴾(23) البشارة بواسطة الملائكة، ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ / قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ / قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾(24). الملائكة حدثت السيدة سارة، وبأي شيء حدَّثتها؟ حدثتها بمكنون الغيب، فأخبرتها عن مغيباتٍ تقع في مستقبل الزمان، إذ أخبروها بأنها ستلد ذكراً -المرأة قد تلد، ولكنها ربما تلد ذكراً، وربما تلد أنثى، فأفادوا أنك ستلدين ذكراً-، وإسمه إسحاق، ثم يُولد لإسحاق ولداً ذكراً اسمه يعقوب، فهو أيضا إخبارٌ بالغيب أخبر به الملائكة امرأةً لم تكن نبياًّ.

 

أتستكثرون ذلك على سيدة نساء العالمين؟!

فلماذا نستكثر على فاطمة (ع) أن تُحدِّثها الملائكة؟! ألم تكن فاطمة أفضل من السيدة سارة، بل ومن السيدة مريم؟!! فقد أفادت الصحاح -الواردة من طرقهم- أنَّ مريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين(25) من الأولين والآخرين، وأنَّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة(26) .. أليست مريم ممن هم في الجنة؟! إذن، فاطمة سيدتها. فلِمَ لا تستكثرون على مريم ان تحدِّثها الملائكة وتستكثرون على بنت محمد (ص)؟!.

 

الأمر الثاني: تحديث الملائكة ليس مختصاً بالأنبياء (ع):

ثم إنَّ هناك أولياء، ذكرهم القرآن، وأفاد أنَّ الله قد منحهم من فضله علماً ورحمة، ولم يكونوا أنبياء:

إنَّ علياً (ع) كان مُحدَّثاً:

أبو جعفر الباقر (ع) يقول: إنَّ علياًّ كان مُحدَّثا. يقول الراوي: فخرجت الى أصحابي فقلت: جئتكم بعجيبة! فقالوا: وما هي؟ فقلت: أبا جعفر يقول: كان عليٌّ مُحدَّثا! فقالوا: ما صنعت شيئاً، ألا سألته من كان يُحدِّثه؟ يقول: فرجعت إليه فقلت: إني حدَّثت أصحابي بما حدَّثتني، فقالوا ما صنعت شيئاً، ألا سألته من كان يُحدِّثه؟ فقال لي: يُحدِّثه مَلَك. قلت: تقول إنه نبي؟! فحرَّك يده هكذا، قال: أو كصاحب سليمان -يعني هو ليس نبياً، لكنه كصاحب سليمان-، أو كصاحب موسى، أو ذي القرنين. أو ما بلغكم أنه قال إنَّ فيكم مثله؟"(27).

 

النبي (ص) كان حينما يتحدَّث عن ذي القرنين كان يقول إنَّ فيكم أيها المسلمون مثله. وكان يتحدث (ص) عن آصف ابن برخيا -صاحب سليمان- الذي يقول أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك .. وهكذا، كان يتحدث عن صاحب موسى -وهو الخضر-.

 

فصاحب سليمان لم يكن نبياًّ، ولكنَّ الله وصفه بوصفٍ يُعبِّر عن أنه كان مُحدَّثا، فيوم قال سليمان (ع) ﴿يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾(28) قال أحدهم: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾(29) -ولا ندري هل أن سليمان يقعد ساعة، أو نصف ساعة-، ثم ماذا قال آصف ابن برخيا -الذي كان عنده علم من الكتاب-؟ ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾(30).

 

وأما صاحب موسى -الخضر-، فقد وصفه القرآن بقوله: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا / قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ ..﴾(31).

 

وأما ذو القرنين، فوصفه القرآن بقوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا / إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾(32).

 

فلماذا يُستكثر على أهل البيت (ع) والحال أنَّ القرآن قد وصف نساءً، ورجالاً، قد وقعوا في تاريخ الرسالات، بأنهم قد أُعطوا مثل هذه المقامات؟! هذا أولا.

 

الأمر الثالث: بل إنّ مصافحة الملائكة ممكنة -كما تروون في صحاحكم-:

ثمَّة روايات رواها مسلم في صحيحه، والترمذي، وغيرهما، عن النبي (ص)، أنه كان يخاطب الناس، فيقول: "لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكة"(33)، أي لو استقمتم لصافحتكم الملائكة فمصافحة الملائكة إذن ممكنة، بل وتتحقق عند الاستقامة، وأيّ أحدٍ يتردد في أنَّ فاطمة (ع) كانت في منتهى الاستقامة، وقد بلغ بها الكمال حداًّ لا يزاد عليه؟! فإذا كانت فاطمة (ع) قد تحقق منها هذا الشرط، فلماذا لا يتحقق المشروط؟! الرسول (ص) أفاد بأن: "إذا استقمتم صافحتكم الملائكة" ولنقُل المقصود من الاستقامة هو الاستقامة الكاملة .. أو ليست فاطمة هي ممن نزلت آية التطهير فيهم(34) -كما عليه إجماع المسلمين- قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾(35) أليست هي التي يغضب الله تعالى لغضبها يعني أنها إذا غضبت على أحدٍ فإن الله غاضب عليه قطعاً، العادة أن الإنسان عندما يغضب فإنَّ غضبه يخرجه عن حدِّ الاعتدال وينحرف به عن الصواب والغالب أنَّ الغضب يكون انتصاراً للذات حتى لو لم تكن على حق. ولذلك لا يمكن أن يُضاف غضب الإنسان إلى الله عز وجل ويقال أنَّ غضب هذا الإنسان يساوق غضب الله تعالى لو لم يكن غضباً معصوماً .. "يغضب الله لغضبها"(36)! أي مقامٍ هي فيه، حتى يغضب الله لغضبها، ويرضى لرضاها -وهذا بإجماع المسلمين-؟! هذه رواية قد اتفق عليها المسلمون، وهذا الوسام لم يُعطَ لأحدٍ من الناس -أن يُناط غضب الله بغضب إنسان، ويُناط رضاه برضا إنسان- لو لم يكن هذا الإنسان قد بلغ به من الكمال حداًّ لا يمكن أن يكون غضبه إلا غضباً لله، ولا يكون رضاه إلا رضاً لله -عزّ اسمه وتقدّس-.

 

إذن، فالسيدة فاطمة كانت في منتهى الكمال البشريّ، وليس ثمَّة من استقامة ترقى استقامتها على خط الله -عزّ اسمه وتقدّس-، وقد قال رسول الله (ص) -كما في كتبكم، وكما في صحيح مسلم، والترمذي- أنه لو استقمتم لصافحتكم الملائكة. وطبعا، هذا المضمون ورد في رواياتٍ عديدة.

 

الأمر الرابع: الصحابة مُحدَّثون -كما ترون-.

أنتم تروون في كتبكم الكثير من الروايات المعبرة عن أن الملائكة كانت تُحدِّث، أو تصافح، أو تلتقي ببعض الصحابة .. فهل أنَّ باءكم تجرّ، وباءنا لا تجرّ؟! لماذا هذه الازدواجية؟ أكلُّ ذلك حسد لأهل البيت (ع)؟! فمن تحسدون؟! قرابة رسول الله (ص) ولُحمته، وبضعته، الذين جعل الله مودتهم أجراً للرسالة، فقال: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾(37).

 

مَلَك يُعلِّم حذيفة ابن اليماني!

ثمة روايات ذكروها، منها: ما رواه الإمام أحمد بن حنبل، روى في كتابه المسند، عن حذيفة ابن اليماني -وهو أحد الصحابة-، قال: "بينا أنا أصلي -حذيفة يُخبر- بينا أنا أصلي، إذ سمعتُ متكلمِّا يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، بيدك الخير كله، إليك يرجع الأمر كله، علانيته وسرّه، فأهلٌ أن تُحمد، إنك على كل شيء قدير. يقول: فحفظته، وجئت إلى رسول الله (ص)، وحكيتُ له الأمر، فقلت له: بينا أنا كنت أصلي، سمعتُ أحداً لم أره يقول ذلك. -فأيّ شيء قال رسول الله (ص)؟ كما يروي أحمد بن حنبل في مسنده-، فقال النبي (ص): "ذاك مَلَكٌ، أتاك يُعلمُّك تحميد ربك"(38).

 

فحذيفة بن اليماني تقبلون عليه أن تُحدِّثه الملائكة، ولا تقبلون على فاطمة (ع)، ولا تقبلون على عليّ (ع) أنه تُحدِّثه الملائكة؟! -وهذه الرواية لم يروها أحمد بن حنبل وحسب، بل الكثير من المحدثين-(39).

 

هناك روايات أخرى -نختصر الحديث، ونختم إن شاء الله-:

عامة الصحابة يرون جبرائيل ويسمعون حديثه!

رواية أخرى يرويها أبو هريرة -وهي مروية في صحيح مسلم، والترمذي، وأبي داوود-، يقول: كنا حول رسول الله (ص)، فجاء أحد وقال: يا رسول الله، ما هو الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وحده، وبرسله، وكتبه، وملائكته. قال: وما الإسلام؟ قال: الإسلام؛ أن تقيم الصلاة المفروضة، وأن تؤدي الحج، وأن تؤدي الزكاة. ثم سأله أسئلة أخرى، ثم انصرف. بعد أن انصرف قال النبي: اذهبوا في أثره، وآتوني به. يقول: فذهبنا في أثره، فلم نجد شيئا، ولم نجد أحدا، فرجعنا وقلنا: لم ندركه يا رسول الله، فقد ذهب. فقال: أتعرفون من هذا؟ قالوا: من هذا يا رسول الله؟ قال: هذا جبرائيل جاء ليعلِّم الناس دينهم(40). إذن، ليس كبار الصحابة -وحدهم- من رأى جبرائيل، بل حتى عموم الناس رأوا جبرائيل، وسمعوا كلامه، إلَّا فاطمة، فلا يمكن أن يُحدِّثها جبرئيل، فإنها أقلّ شأنا من أقلِّ الصحابة!!.

 

السيدة عائشة ترى جبرائيل!

ابن سعد في الطبقات، يروي عن السيدة عائشة، تقول: لقد رأيتُ جبرائيل واقفا في حجرتي هذه، على فرس، ورسول الله يناجيه. بعد ذلك قال لها رسول الله (ص): لقد رأيتِ خيرا كثيرا، ذاك جبرائيل(41).

 

عجائب عمران ابن الحصين:

هناك شخص آخر يرى الملائكة .. من هو؟ عمران بن الحصين -أحد الصحابة- وكثيراً ما نقلوا أنه رأى الملائكة .. الذهبي يقول: وكان ممن يُسلِّم عليه الملائكة(42). يعني أن عمران بن الحصين كان (ممن)، أي أنَّ هناك آخرون تُسلِّم عليهم الملائكة، وكان منهم عمران بن الحصين.

 

ابن سعد في الطبقات يروي عن قتادة، قال: إن الملائكة تصافح عمران بن الحصين(43).

 

وذكر النووي قال: كانت الملائكة تُسلِّم عليه، وكان يرى الحفظة كما نقل ابن حجر في الإصابة وغيره(44). يعني يرى الملكين الذين يكتبان ما يفعله الإنسان! ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾(45). فعمران بن الحصين كان يرى الملائكة ويحادثهم ويحادثونه، ثم بعد ذلك انقطعوا عنه، وذلك لأنه أُصيب بناصور فاكتوى عنه فتركت الملائكة زيارته ومحادثته ومصافحته وذكر بعضهم أنها عادت إليه بعدما عوفي من مرضه(46)!

 

ومما روى من طرقهم عن جابر الأنصاري قال: لما توفي رسول الله (ص) عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقالت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ان في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإنما المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"(47)

 

الخلاصة:

هذه مجموعة من الروايات تؤكِّد -ومن طرقهم- على أن الملائكة تحدث، وتصافح، وتلتقي، بغير الأنبياء. إذن، هذا الإشكال أيضا منتف، خصوصا بعد ما تلوناه من آياتٍ عديدة أكَّدت أن هناك من النساء مَن حدَّثتهم الملائكة.

 

خاتمة: مصحف فاطمة (ع) هو من مصادر علم الأئمة (ع)

نختم حديثنا بإشارة إلى أن مصحف فاطمة هو من مصادر علم الأئمة (ع)، وهو من ودائع النبّوة، وودائع الإمامة .. وإنَّ هذا الكتاب ينتقل من إمامٍ إلى إمامٍ، وأنَّهم يقرؤونه، وينقلون للمسلمين بعضاً مما ورد من علومه، ومما اشتمل عليه من مضامين -بعضها يرتبط بالمغيبات، وبعضها يرتبط بالوعظ والإرشاد-.

 

ويُستظهر من بعض الروايات أنَّ فيه الكثير من التفاصيل التي استقى منها الأئمة (ع) علومهم. فمن ذلك ما رواه الكليني بسنده عن الحسين بن أبي العلا، قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: أن عندي الجفر الأبيض قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم (ع) والحلال والحرام ومصحف فاطمة (ع) ما أزعم أن فيه قرآناً وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش .."(48).

 

ومنها ما رواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن علي بن سعيد عن أبي عبدالله (ع) قال: ".. وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله وانه لاملاء رسول الله (ص) وخطَّه عليٌّ (ع) بيده .."(49).

 

هذه الرواية أفادت بأن مصحف فاطمة كان بإملاء رسول الله (ص)، وهناك رواية أفادت بأن مصحف فاطمة كان من إملاء الملك، وثمَّة راوية أخرى أفادت بأنَّ مصحف فاطمة كان فيه وصية فاطمة (ع). ولا منافاة بين هذه الروايات فقد ذكرنا في صدر الحديث أنَّ مصحف فاطمة قد اشتمل على فصول ثلاثة. فأحد الفصول كان بإملاء رسول الله (ص) وخط عليٍّ (ع) والفصل الثاني كان بإملاء المَلَك وخطِّ عليٍّ والفصل الثالث هو وصية فاطمة (ع).

 

والحمـد لله رب العالمين

 

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة آل عمران / 61.

2- سورة الحجر / 9.

3- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239.

4- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239، 240.

5- نص الحديث: عن الإمام الصادق: "وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله وإنه لإملاء رسول الله (ص) وخطَّه عليٌّ بيده" بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص173، بصائر الدرجات ص180.

6- بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص173.

7- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239 حديث 2، 5.

8- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص241 حديث 4.

9- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص240 حديث 2، بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص177.

10- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239 حديث 2، 241حديث 5.

11- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص241 حديث 5.

12- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص240 حديث 2.

13- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239 حديث 3، بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص171.

14- لاحظ الفروق اللغوية -أبي هلال العسكري- ص447، كتاب العين -الفراهيدي- ج3 / ص120، لسان العرب -ابن منظور- ج9 / ص186.

15- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239، 240، بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص173.

16- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص239، 240.

17- دلائل الامامة -محمد بن جرير الطبري ( الشيعي)- ص81.

18- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص241.

19- سورة آل عمران / 45.

20- سورة آل عمران / 42.

21- سورة مريم / 16-19.

22- سورة هود / 69-70.

23- سورة هود / 71.

24- سورة هود / 71-73.

25- دلائل الامامة -محمد بن جرير الطبري (الشيعي)- ص81، المستدرك -الحاكم النيسابوري- قال: هذا إسناد صحيح ج3 / ص156.

26- الأمالي -الشيخ الصدوق- ص187، المستدرك -الحاكم النيسابوري- قال: هذا حديث صحيح الإسناد ج3 / ص151.

27- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص271 / حديث 5.

28- سورة النمل / 38.

29- سورة النمل / 39.

30- سورة النمل / 40.

31- سورة الكهف / 65-66.

32- سورة الكهف / 83-84.

33- سنن الترمذي ج4 / 76، صحيح مسلم ج8 / 95، مسند أحمد ج2 / 305، ج3 / 175.

34- صحيح مسلم ج7 / 130، المستدرك للحاكم النيسابوري ج2 / ص416، ج3 / ص146، 147، 148، 158، مسند أحمد بن حنبل ج1 / ص433، ج3 / ص259، ج4 / ص107، ج6 / ص292 وغيرهم.

35- سورة الأحزاب / 33.

36- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج43 / ص22، المستدرك -الحاكم النيسابوري- قال: هذا حديث صحيح الإسناد ج3 / ص154، مجمع الزوائد -الهيثمي- قال رواه الطبراني وإسناده حسن ج9 / ص203.

37- سورة الشورى / 23.

38- مسند احمد -الإمام احمد بن حنبل- ج5 / ص396.

39- كتاب الدعاء -الطبراني- ص496، كتاب الهواتف -ابن أبي الدنيا- ص51، تنوير الحلك -السيوطي- ص19.

40- صحيح البخاري ج1 / ص18، صحيح مسلم ج1 / ص30، سنن الترمذي ج4 / ص120.

41- المستدرك -النيسابوري- ج4 / ص7، الطبقات الكبرى -ابن سعد- ج8 / ص68.

42- تذكرة الحفاظ للذهبي ج1 / ص29.

43- الطبقات الكبرى -ابن سعد- ج4 / ص288، المعجم الكبير -الطبراني- ج18 / ص107.

44- الإصابة -ابن حجر- ج4 / ص585، الاستيعاب -ابن عبد البر- ج3 / ص1208.

45- سورة ق / 18.

46- لاحظ المجموع -النووي- ج6 / ص178، شرح مسلم -النووي- ج8 / ص206، عمدة القاري -العيني- ج4 / ص26 وغيرهم.

47- رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك وقال حديث صحيح ج3 / ص57، الإصابة لابن حجر ج2 / ص267.

48- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص240.

49- بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص173.