الجلوس في الطُّرق المؤدّية إلى المآتم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمَّد وآل محمَّد

 

إنَّ ممَّا يلزم تصحيحُه هو ما اعتاد عليه بعض الإخوة الشباب من الوقوف أو الجلوسِ في الطُّرُق القريبة أو المؤدِّية إلى المآتم الحسينيَّة بنحوٍ قد يُساهم في إعاقةِ حركة المرور أو قد يؤدّي إلى إحراج النّساء اللاتي يُرِدنَ العبورَ من تلكَ الطرق.

 

ولو اقتصر الوقوف أو الجلوس على وقت التّعزية لكان الأمرُ أقلَّ محذورًا، وإن كان أصلُ العمل غير لائق من الأساس.

 

إذ إنَّ بإمكان الإخوة الأعزّاء الجلوس في قاعات أو أروقة المآتم لتجاذب أطراف الحديث قبل التعزية أو بعدها.

 

والذي يزيد الأمر غضاضةً أنَّ بعض الأخوة لا يراعي آداب الجلوس في الطريق فقد يتحادثون بصوت عالٍ ينزعج له أصحاب البيوت القريبة أو من هم في المأتم، وقد تتخلّل أحاديثهم ضحكات عالية أو مزَحَاتٌ غير مناسبةٍ، وقد يأكلون ويشربون، وكل ذلك منافٍ لآداب الجلوس في الطّرقات.

 

والذي يبعث على الأسف أنّه قد يستمرّ جلوسهم وحديثهم حتّى وقت التّعزية فكأنهم لا يقيمون للتعزية على الحسين الشهيد (ع) وزنًا.

 

إنَّ هذه الممارسة لا بدّ من تصحيحها وتظافر الجهود من أجل تهذيبها حتّى لا يتفاقم الأمر فتتحوّل إلى ظاهرة يصعب بعد ذلك معالجتها، خصوصًا ونحن نجد أن بعض من لا وازع له يستغلُّ ذلك لمآرب في نفسه فتراه يُلاحق بنظره المارّة خصوصا من النّساء وقد تصدر منه بعض الكلمات المشينة وقد يتّخذ ذلك وسيلةً لبلوغِ مأربه السيِّء.

 

إنّ أبناء الحسين وعُـشَّاقه يحرصون على تحرِّي مواطن الرّضا له (ع) ويسعون لتمثُّل أخلاقه والآداب التي أوصى بها جدّه رسول الله (ص).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

5 / محرم / 1427هـ