استحباب العقيقة وكيفيتها

المسألة:

ما هي العقيقه؟ ومتى يستحب أن تكون؟ وكيفيتها؟

الجواب:

العقيقة سنَّةٌ ثابتةٌ عن الرسول الكريم (ص) وهي من المستحبات الأكيدة، والمراد منها أن يُذبح للمولود ذبيحة من الأنعام الثلاثة الغنم أو البقر أو الإبل ثم تقطَّع ويتخير المكلَّف بعد ذلك بين تفريقها على المؤمنين أو طبخها ودعوة عشرة من المؤمنين لتناولها والأفضل أن يكونوا أكثر من عشرة.

ويستحب أن يُعقَّ عن المولود الذكر بذكر والأنثى بأنثى كما يُستحب أن يكون ذلك في اليوم السابع من الولادة ويستحب إطعام القابلة من العقيقة ففي بعض الروايات تُعطى ربع الشاة.

ورد عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "إذا كان يوم السابع وقد وُلد لأحدكم غلام أو جارية فليعق عنه كبشًا عن الذكر ذكرًا وعن الأنثى مثل ذلك عقوا عنه وأطعموا القابلة من العقيقة وسمَّوه يوم السابع"(1).

وورد عن محمد بن مارد عن أبي عبد الله (ع) قال: "سألته عن العقيقة فقال (ع) شاة أو بقرة أو بدنة، ثم يسمِّي ويحلق رأس المولود يوم السابع ويتصدق بوزن شعره ذهبًا أو فضة، إن كان ذكرًا عقَّ عنه ذكرًا وإن كان أنثى عقَّ عنه أنثى"(2).

ويستحب لمن لم يعق عنه والدُه أن يعقَّ عن نفسه وإن كان شيخًا كبيرًا، ففي رواية عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (ع): "إني والله ما أدري كان أبي عقَّ عني أم لا؟ قال: فأمرني أبو عبد الله (ع) فعققت عن نفسي وأنا شيخ كبير"(3).

وأما كيفية ذبح العقيقة فيستحب بعد التسمية الواجبة أن يقول اللهم عقيقة عن فلان بن فلان ثم يأتي بالدعاء المأثور عن أهل البيت (ع).

1- عن أبي عبد الله (ع) قال: "إذا أردت أن تذبح العقيقة قلت: يا قوم إني بريء مما تشركون ـ إنّي وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر، اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد، وتقبَّل من فلان بن فلان، وتُسمي المولود باسمه ثم تذبح"(4).

2- عن أبي جعفر (ع) قال: "إذا ذبحت فقل: بسم الله وبالله، والحمد لله، والله أكبر إيماناً بالله وثناءً على رسول الله (ص) والعصمة لأمره والشكر لرزقه والمعرفة بفضله علينا أهلَ البيت، فإن كان ذكراً فقل: اللهم إنك وهبتَ لنا ذكراً وأنت أعلم بما وهبت، ومنك ما أعطيت وكلما صنعنا فتقبَّله منا، على سنَّتك وسنَّة نبيِّك (ص) واخسأ عنا الشيطان الرجيم، لك سُفكت الدماء لا شريك لك، والحمد لله رب العالمين"(5).

وروى الشيخ الطوسي بإسناده عن محمد بن يعقوب، مثله.

3- عن أبي عبد الله (ع) قال: "تقول: في العقيقة، وذكر مثله، وزاد فيه: اللهم لحمُها بلحمه ودمُها بدمه، وعظمُها بعظمه، وشعرُها بشعره، وجلدُها بجلده، اللهم اجعلها وقاءً لفلانِ بن فلان"(6).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 21 ص 423.

2- من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق- ج 3 ص 485.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 21 ص 414.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 21 ص 426.

5- وسائل الشيعة (الإسلامية) -الحر العاملي- ج 15 ص 155.

6- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 21 ص 427.