مسحُ الوجهِ بالكفَّين بعد الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

بعدما أُنهي القنوت أمسح بهما على وجهي، هل في ذلك إشكالٌ في الصلاة؟ وهل يُوجد إشكالٌ في مسحِ الوجه بالكفَّيْن بعد الدعاء في غير الصلاة؟

الجواب:

لا تبطل الصلاة بذلك ولكن لم يثبت استحبابُ هذا الفعل بعد القنوت في صلاة الفريضة بل الأولى تركُ هذا الفعل في الفرائض نظراً لوجود رواية عن الإمام الحجَّة (ع) تنهى عن ردَّ اليدين من القنوتِ على الرأسِ والوجه في الفرائض.

نعم وردَ ما يظهرُ منه محبوبيَّة هذا الفعل في قنوت نوافل الليل والنهار كما في رواية الحميري عن صاحب الزمان (ع) بل ورد ما يظهرُ منه محبوبيَّة هذا الفعل في مطلق الدعاء كما في رواية ابنِ القدَّاح عن أبي عبدالله (ع) قال: "ما أبرز عبدٌ يده إلى اللهِ العزيز الجبَّار إلا استحيى اللهُ عزَّ وجلَّ أنْ يردَّها صفراً حتى يجعلَ فيها من فضلِ رحمتِه ما يشاء، فإذا دعا أحدُكم فلا يردَّ يدَه حتى يمسحَ على وجهِه ورأسِه"(1). 

وورد أيضاً مثله في مرسلة الصدوق قال :قال أبو جعفر (ع): "ما بسَطَ عبدٌ يديه وذكر مثله إلا أنَّه قال: فلا يردّ يدَيه حتى يمسحَ بهما وجهَه ورأسَه"(2).

وورد أيضاً عن أبي عبد الله (ع) قال كان رسولُ الله (ص): "إذا كسَلَ أو أصابتْه عينٌ أو صُداع بسَطَ يَدَيْه فقرأ فاتحةَ الكتاب والمعوِّذتين ثم يمسحُ بهما وجهَه فيَذهبُ عنه ما كان يجدُه"(3). وفي مكارم الأخلاق عن الإمام الرضا (ع) مثلُه وزاد فيه: قل هو الله أحد(4).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج7 / ص51.

2- المصدر السابق.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج6 / ص231.

4- مكارم الأخلاق -الشيخ الطبرسي- ص365.