استحباب التختُّم بالعقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

هل استحباب التختُّم بالعقيق ثابت؟ وهل الاستحباب لو ثبت يعُمُّ المرأة أو يخصُّ الرجل؟

الجواب:

الروايات في رجحان التختُّم بالعقيق كثيرة، وفيها ما هو معتبرٌ سنداً.

منها: معتبرة أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن الرضا (ع) قال: "العقيقُ ينفي الفقرَ، ولبسُ العقيق ينفي النفاق"(1).

ومنها: معتبرةُ الوشَّا عن الرضا (ع) قال: "مَن ساهمَ بالعقيق كان سهمُه الأوفر"(2).

ومفادُ الرواية ظاهراً هو أنَّ من صلَّى مثلاً بالعقيق كان ثوابُه أكثرَ ممَّن صلَّى دون التختُّم به، ومَن طاف حول البيتِ الحرام وعليه خاتمُ عقيق فهو أجزلُ ثواباً ممَّن طافَ حول البيت وهو غير متختِّمٍ به، ومَن سعى في شؤونِه وعليه خاتمُ عقيق كان أقرب لللتوفيق في سعيه ممَّن لم يكن متختِّماً به، وهكذا.

ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن عبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ التَّنُوكِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه (ص): "تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّه مُبَارَكٌ، ومَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ يُوشِكُ أَنْ يُقْضَى لَه بِالْحُسْنَى"(3).

ومنها: ما رواه الصدوق بسنده إلى علي بن محمد بن إسحاق الشيبان يرفعه إلى أبي عبدالله (ع) قال: "ما رُفعت كفٌّ إلى الله أحبُّ إليه من كفٍّ فيها عقيق"(4).

ومنها: ما رواه الشيخ حسن بن محمد الطوسي في الأمالي بسنده عن بشير الدهان قال: قلتُ لأبي جعفر (ع): أيُّ الفصوص أُركب على خاتمي فقال (ع): يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض -إلى أنْ قال- فمَن تختَّم بشيءٍ منها من شيعةِ آل محمد لم يرَ إلا الخير والحُسنى والسَعةَ في الرزق والسلامةَ من جميع أنواع البلاء، وهو أمانٌ من السلطان الجائِر ومن كلِّ ما يَخافُ الإنسان ويحذره"(5).

ومنها: ما رواه الشيخ حسن الطوسي بسنده عن عمرو بن أبي الشريك عن فاطمة (ع) قالت: "قال رسول الله (ص): من تختَّم بالعقيق لم يزل يرى خيرًا"(6).

ورواياتٌ أخرى كثيرة حضَّت على التختُّم بالعقيق، وذكرتْ له آثاراً محمودة، ومقتضى إطلاقِها هو عدم الاختصاص بالرجال دون النساء، فظاهرُها أنَّ التختُّم بالعقيق عملٌ راجحٌ للرجالِ والنساء على حدٍّ سواء.

ثم إنَّ الآثار المحمودة المذكورة للتختُّم بالعقيق محمولةٌ على الاِقتضاء بمعنى أنَّ التختُّم بالعقيق يقتضي ترتُّب هذه الآثار ما لم تكن ثمة موانعُ تحولُ دون ترتُّبها، فهي ليست من قبيل المعلولاتِ لعللها التامَّة. على أنَّها ليست مقتضيات تكوينيَّة -ظاهراً-  وإنَّما هي منحٌ إلهيَّة يهبُها اللهُ تعالى بفضله لمن تختَّم بالعقيق تأسياً واستناناً بسُنَّة الرسولِ الكريم صلَّى اللهُ عليه آله.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص85.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص85.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص86.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص87.

5- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص88.

6- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص88.