مرجوحيَّة التبوُّل من قيام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما حكم التبوُّل من قيام؟ وما حكمه في ظرف الاضطرار كما في محلِّ العمل حيث لا يتوفَّر مرحاضٌ عربي؟

الجواب:

التبوُّل من قيام جائزٌ إلا أنَّه مكروه، فقد وردت رواياتٌ عديدةٌ عن الرسول (ص) وأهل بيتِه (ع) مفادُها مرجوحيَّة وكراهة التبوُّل عن قيام.

منها: ما رواه الكلينيُّ بسندٍ معتبرٍ عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرٍ (عليه السلام) قال: "من تخلَّى على قبر، أو بالَ قائماً، أو بال في ماءٍ قائم، أو مشى في حذاءٍ واحد، أو شرب قائماً، أو خلا في بيتٍ وحده، وبات على غمرٍ، فاصابه شيءٌ من الشيطان لم يدعه إلا أنْ يشاءَ الله، وأسرعُ ما يكونُ الشيطان إلى الإنسان وهو على بعضِ هذه الحالات"(1).

منها: ما رواه الصدوق في الخصال بسندٍ معتبر عن السكوني عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه قال: قال رسولُ الله (ص): "البوُّلُ قائماً من غير علَّةٍ من الجفاء، والاستنجاءُ باليمينِ من الجفاء"(2).

ولعلَّ مراده (ص) من قوله: "من الجفاء" هو أنَّه يُورث الجفاء والتي هي الغلظة في الطبع، وهو أثرٌ سيء، وذلك ما يقتضي مرجوحيَّة سببه أعني التبوُّل قائماً والاستنجاء باليمين، فلأنَّهما سببٌ للجفاء، والجفاء أمرٌ سيء لذلك يكون المسبِّب له أمراً سيئاً ومرجوحاً.

ويُحتمل أنَّ المراد من قوله (ص): "من الجفاء" هو البُعد عن الآداب كما أفاد العلامة المجلسي "رحمه الله" فلأنَّ الجفاء بمعنى البُعد عمَّا ينبغي الاقتراب منه، ولأنَّه ينبغي الاقتراب من الآداب ففعل ما يقتضي الابتعاد عنها جفاءٌ.

ومنها: ما رُوي عنهم (ع) أنَّ رسول الله (ص) نهى أنْ يُطمِحَ الرجلُ ببولِه من المكان العالي، وأنْ يبول الرجلُ قائماً(3).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج1 / ص329.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج1 / ص322.

3- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج1 / ص276.