كفَّارة الغِيبة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

المسألة:

كيف يُمكن لمَن اغتاب شخصًا بعيدًا عنهُ بحيث يستحيل الاعتذار منه -للبُعد أو ما شابه ذلك- أن يُبرئ ذمَّته منه؟ وإذا اغتاب شخصًا يعرفهُ ويلتقي به ثمَّ تاب، لكنَّ الاعتذار يسبِّب حرجًا له، فكيف يُمكن أنْ يُبرئ ذمَّته منه؟

الجواب:

المقدارُ الواجب على مَن وقعت منه غِيبةٌ لمؤمنٍ هو التَّوبةُ الخالصةُ لله تعالى والاستغفارُ، وعقدُ العزم على عدم العَود لهذا الذَّنب الكبير، والأحوطُ هو استغفارُ المُغتاب لمَن وقعتْ عليه منه الغيبة، فقد ورد عن الرَّسول (ص) وأهل بيته (ع) أنَّ كفَّارةَ الغِيبة هو الاستغفارُ لمَن اغتبتَه.

فمِن هذه الرّوايات ما رواه الكلينيُّ في الكافي بسنده عن حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ (ص) مَا كَفَّارَةُ الِاغْتِيَابِ؟ قَالَ: "تَسْتَغْفِرُ اللَّه لِمَنِ اغْتَبْتَه كُلَّمَا ذَكَرْتَه"(1).

ومنها: ما رواه الكلينيُّ أيضًا في الكافي بسندٍ معتبر عن السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه (ص): "مَنْ ظَلَمَ أَحَدًا فَفَاتَه فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّه لَه فَإِنَّه كَفَّارَةٌ لَه"(2).

ومنها: ما رواه الشيخُ المفيد في الأمالي بسندٍ عن رسول الله (ص) قال: "كفَّارة الاغتياب أنْ تستغفرَ لمَن اغتبته"(3).

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- الكافي -الشيخ الكلينيّ- ج2 / ص357.

2- الكافي -الشيخ الكلينيّ- ج2 / ص334.

3- الأمالي -الشّيخ المفيد- ص172.