هل هناك تناسبٌ بين الذنب والجزاء يوم القيامة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

أنا أعلم قطعًا أنَّ الله تعالى عادل، وأعلم علم اليقين أنَّ هناك تناسبًا بين العمل والجزاء يوم القيامة ولكنِّي لا أعلم كيف أستدلُّ على هذا الأمر؟

 

يعني مثلًا إذا قلنا: إنَّ رجلًا عاش في هذه الدنيا مائة سنةً، ولم يترك فيها محرَّمًا إلا وقد ارتكبه، ولنفترض أنَّه ارتكب كلَّ ما يُوجبُ له قرآنيًّا الخلود في جهنم؟ فهل تُقابلُ مائة عامٍ من الجرائم بالخلود في العذاب؟! فأين التناسبُ بين الفعل والجزاء؟!

 

الجواب:

يرتفعُ هذا الاستيحاش حين يتمُّ الالتفات إلى أنَّ العقوبة الأُخرويَّة هي من قبيل الأثر الوضعي والتكوينيِّ للعمل، ومن الواضح أنَّ الآثار التكوينيَّة تفوقُ بطبعِها في الغالب حجم الفعل المسبِّب لوجودِها. فلو أنَّ أحدًا رمى بنفسه من فوق جبلٍ شاهق، فإنَّ هذا الفعل لا يستغرقُ من الوقت أكثرَ من دقيقة ولا يكلِّف من الجُهد إلا يسيرًا ولكنَّ أثر هذا الفعل هو الموت، وقد تتهشَّمُ عظامُه فيبتلي بعاهةٍ مستديمةٍ وآلامٍ لا تنقطع بل تُلازمه إلى آخرِ عمرِه. وقد يعبثُ الإنسانُ بالنار فتشتعلُ في أجزاءٍ من جسدِه فينشأُ عن ذلك تشهوُّهٌ قبيحٌ في بدنِه يمتدُّ معه بامتدادِ عمرِه.

 

وكذلك قد يُقدمُ الإنسانُ بمحضِ اختياره -ورغم علمِه- على تناولِ سائلٍ يكون أثرُه زوالَ عقلِه إلى الأبد أو يكونُ مفعولُه الابتلاءَ بالعُقم الدائم، وقد يكحلُ عينه بذلك السائل فيُبتلى بالعمى إلى أنْ يموت، فلو نظرنا إلى حجم الفعل من زاويةِ الوقت الذي استغرقَه والجهدِ الذي بُذل في تحصيلِه لوجدناه غير متناسبٍ مع الأثرِ الخطيرِ والطويلِ الأمَد الذي نشأ عنه.

 

إنَّ الجزاء الأخروي المترتِّبِ عن فعل المعاصي هو من قبيل الأثر التكوينيِّ للفعل والذي هو خاضعٌ لقانون العلِّية، فهو ليس من قبيل الجزاءات والعقوبات الاعتباريَّة التي يُقرِّرها المقنِّن بإزاء الجنايات. فالجزاءات والعقوبات القانونيَّة ليس لها ربطٌ واقعيٌّ وتكوينيٌّ بطبيعة الجريمة المُقترَفَةِ بل هي عقوباتٌ يتواضعُ عليها المشرِّعون ويعتبرها مَن له حقُّ الاعتبار جزاءً لنوع العقوبة المُقترَفة، فيتوافق المقنِّنون مثلًا على أنَّ مَن اعتدى على أحدٍ بهذا النوع والمقدار من الاعتداء فإنَّ جزاءه أنْ يُسجنَ شهرًا أو يُجلدَ عشرين سوطًا، وكذلك هو الشأن في العقوبات الدنيويَّة التي يضعها المشرِّع في الأديان الإلهيَّة فإنَّ هذه العقوبات اعتباريَّة، فالمشرِّعُ يعتبرُ أنَّ جزاءَ هذه الجريمة هو هذا النوع والمقدار من العقوبة.

 

فمثلُ هذه العقوبات التي يضعُها المقنِّنون أو يُشرِّعُها الدين تكون من قبيل العقوبات والجزاءات الاعتباريَّة والتي لا ربط واقعيٍّ وتكوينيٍّ بينها وبين نوع الجريمة، ولذلك قد يتَّفق كثيرًا أنْ يرتكبَ الإنسان هذه الجريمة وينجو من العقوبة المقرَّرة لها لأنَّ يد القانون مثلًا عجزت عن أنْ تطالَه أو أنْ ترصد ارتكابه لتلك الجريمة. فلو كانت هذه العقوبات تكوينيَّة لما تمكَّن مرتكبُ الجريمة من الإفلات منها لأنَّها حتميَّة الوقوع ولا تفتقرُ إلى منفِّذ، فلو تناول الإنسان سمًّا أو رمى بنفسه في النار فإنَّ أثر ما فعله يتحقَّق وإنْ لم يُشاهد فعلَه من أحد، وهذا بخلاف العقوبات الاعتباريَّة فإنَّ تحقُّقَها خاضعٌ لسلطة القانون الذي قد يضعف وقد لا يُتاح له التنفيذ لقوانينه، وذلك يُعبِّر عن عدم وجود ربطٍ تكوينيٍّ بين الجريمة والجزاءات الاعتبارية.

 

إذا اتَّضح ذلك يتَّضح أنَّ الذي يُلاحَظُ فيه التناسب بين الجريمة والجزاء هو الجزاء الاعتباري، فحين لا يكونُ بين الجريمة والجزاء الاعتباري تناسبٌ فإنَّ ذلك يُعدُّ من الظلم لدى العقلاء، وأمَّا العلاقة بين الجريمة والأثر التكويني فهي علاقةٌ ذاتيَّة واقعيَّة غيرُ خاضعةٍ للاعتبارات وإنَّما هي خاضعة لقانون العلِّية التي لا تقبل بطبعِها التخلُّف ولا يُعتبر فيها التناسب الظاهري بين حجم الفعل وحجم الأثر، والجزاءات الأخرويَّة هي من قبيل الآثار التكوينيَّة للجرائم والذنوب.

 

فحين يُقال مثلًا إنَّ جزاء القاتل للنفس المحترمة عمدًا هو النار في الآخرة أو هو الخلود في النار فإنَّ معنى ذلك هو أنَّ العلاقة بين هذه الجريمة وبين الخلود في النار هي علاقة واقعيَّة تكوينيَّة، فجريمة القتل تقتضي بطبعها الخلود في النار، فالخلودُ في النار ليس جزاءً اعتباريَّاً لجريمة القتل بل هو أثرٌ تكويني لجريمة القتل، فكما أنَّ شرب هذا السائل موجبٌ لحدوث عاهةٍ مستديمة وأنَّ هذه العاهة أثرٌ تكويني لشرب هذا السائل فكذلك هي جريمة القتل موجبةٌ للخلود في النار وأنَّ الخلود في النار أثرٌ تكويني لهذه الجريمة غاية ما في الأمر أنَّ العلاقة التكوينيَّة بين شرب السائل وبين العاهة المستديمة كان مشهودًا لنا لذلك أذعنَّا له ولم نستوحش منه ولم نستغرب لأنَّنا وققنا عليه بالوجدان والمعاينة، وأما العلاقة بين جريمة القتل وبين الخلود في النار-لو ثبت- فهي من شؤون العالم الآخر لذلك لم نقف عليها بوجداننا، وذلك هو ما نشأَ عنه الاستيحاش وعدم الاستيعاب والإدراك لطبيعةِ هذه العلاقة.

 

ويمكن تأييد ما ذكرناه من أنَّ العلاقة بين الذنب والجزاء الأخروي هي علاقة تكوينيَّة وأنَّ الجزاء الاخروي أثرٌ تكويني للذنوب يُمكن تأييد ذلك بالعديد من الآيات التي أفادت أنَّ الإنسان يجد يوم القيامة ذات العمل الذي كان قد عمله باختياره، إنْ خيرًا فخيرًا وإنْ شرًّا فشرًّا، كقوله تعالى: ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾(1) وكذلك قوله تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾(2) فذاتُ العمل الذي اقترفه في الدنيا يكون حاضرًا في الآخرة، فالإنسانُ يحصد نتيجة عملِه، وهذا هو معنى حضور ذات العمل بحسب الفهم العرفي، فالذي يأكلُ أموال اليتامى ظلمًا فهو إنَّما يأكلُ نارًا وسيصلى سعيرًا كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾(3) فأكلُ النار والاِصطلاء بالسعير هو الأثر التكوينيُّ لأكل أموال اليتامى، فالصورةُ الحقيقيَّة لهذا الفعل والأثرُ الواقعي لهذا الفعل هو الأكل للنار والاِصطلاء بالسعير غايتُه أنَّ الإنسان لا يُدرك هذه العلاقة وهذه الحقيقة لأنَّها من شؤون العالم الآخر الذي لم نُعايشه ولا سبيل إلى التعرُّف عليه إلا من طريق الوحي بالغيب الذي صدع به الأنبياء.

 

وكذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة﴾(4) فالبخيل يتوهَّم أنَّ ادِّخاره للأموال وحجبَها عن مستحقِّها هو خيرٌ له والواقع أنَّ أثر هذا البخل شرٌّ يُطوَّقُ به يوم القيامة، فالأثر الواقعيُّ والحقيقيُّ للبخل هو عذابٌ يُطوَّق به البخيل يوم القيامة، وكذلك هو مفادُ قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ / يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾(5) فما يحصدُه المكتنزون من العذاب يوم القيامة هو الصورة الحقيقيَّة والأثر التكويني لما كانوا يفعلونه من اكتنازٍ للذهبِ والفضة. ولذلك قال الله تعالى مخاطبًا الكافرين: ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(6) وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(7) فما يُصيب الكافرين من العذاب يوم القيامة هو الصورة الحقيقية والأثر التكويني لما كانوا قد أقدموا عليه باختيارهم في الدنيا، يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾(8).

 

فإذا كانت الجزاءات الأخرويَّة أثرًا تكوينيَّاً لما يفعله الإنسان في الدنيا باختياره فإنَّ السؤالَ ينقطع، فكما لا يصحُّ أنْ يُقال مثلًا لماذا كان لهذه اللدغة من الحيَّة هذا الأثر الخطير والذي قد يدوم، ولماذا كان لهذا الشراب هذه النتيجة البائسة والفتَّاكة كذلك لا يصحُّ أن يُقال لماذا كان لجريمة القتل مثلًا هذه العقوبة الطويلة في الآخرة، لأنَّ مثل هذه الآثار والنتائج لم تكن سوى لوازم ذاتية أو معلولات تكوينيَّة لهذه الأفعال.

 

فالذي يمشي برجلِه للنار ويُلقي نفسه فيها لا يُقال عنه لماذا أحرقْته النار، ذلك لأنَّ الإحراق أثرٌ تكويني للنار، فما يصحُّ السؤال عنه في المقام هو انَّه لماذا ألقى نفسه في النار؟ لماذا لم يُحاذر من الوقوع فيها؟. فاللوم إنَّما هو على مَن أقدم بمحض اختياره على الولوج في النار رغم علمِه أنَّ أثر ذلك هو الاحتراق.

 

كذلك هو الشأن في العذاب الأخروي فإنَّه لا يصحُّ أنْ يُقال لماذا هو شديد؟ ولماذا هو طويل الأمد؟ ولماذا يُخلَّد الكافرون المعاندون في العذاب؟ فإنَّ مثل هذه الأسئلة لا يكون لها معنىً عند الإلتفات بأنَّ أمد العذاب الأخروي ونوعه لم يكن سوى أثرٍ تكوينيٍّ وصورةٍ حقيقيَّة لما اقترفه الإنسان بمحض اختياره، فكان بوسع الإنسان أنْ لا يقع في هذا العذاب وذلك بالمحاذرة من مقارفة أسبابه تمامًا كما هو الشأن فيمَن رمى نفسه باختياره من شاهقٍ فتحطَّمت عظامُه وابتُليَ بعاهةٍ مستديمه فإنَّه لا يُقال لماذا تحطَّمت عظامُه؟ ولماذا كان أثر السقوط من شاهقٍ هو الإبتلاء بعاهةٍ مستديمة؟ فإنَّ مثل هذه الأسئلة لا تصحُّ لأنَّ مثل هذه الآثار هي من لوازم هذا الفعل، والسؤال الذي يصحُّ طرحُه في مثل المقام هو أنَّه لماذا أقدم هذا الإنسان على هذا الفعل رغم علمه بالآثار الوخيمة التي سوف تنشأُ عنه. وأما السؤال بلماذا ترتَّبت هذه الآثار الوخيمة على هذا الفعل فجوابُه أنَّ هذه الآثار لوازم تكوينيَّة لهذا الفعل واللوازم التكوينيَّة لا تتخلَّف عن ملزومِها فلا يقال لماذا كانت النار مُحرِقة؟ هي محرقةٌ بذاتها، ولا يُقال لماذا كان السمُّ قاتلًا، هو قاتل بذاته ومقتضى طبعه، والظالم لنفسه هو من أقدم على تناولِه بمحض اختياره.

 

فالعذاب يوم القيامة أيًّا كان حجمُه وأمَده لا يكونُ مكابدةُ الكافرين والعصاةُ له ظلمًا عليهم لأنَّ هذا العذاب الذي سيقعُ عليهم لم يكن سوى عملِهم في الدنيا رُدَّ عليهم في الآخرة، فالعقوبة التي يجنيها الإنسان هي ذاتها الذنوب التي اجترحها تتجلَّى له في صورتها المناسبة للعالم الآخر، ولذلك أكَّدت العديدُ من الآيات أن ما يُصيب العصاة هو ذاته الذي كانوا يفعلون: ﴿فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾(9)، ﴿إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(10)، ﴿ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ﴾(11).

 

فالذنوب والمعاصي هي الخلَّاقة واقعًا وتكوينًا لطبيعة العذاب ومدَّته غايته أنَّ الإنسان لا يُدرك وجه الربط التكوينيِّ بين الذنوب وبين أثرها التكويني وهو العذاب لأنَّ هذا الأثر من شؤون العالم الآخر لذلك كان دور الأنبياء هو التنبيه على وجود هذا الرابط التكويني بين الذنوب وبين طبيعة العذاب ومدَّته والتنبيه كذلك على أنَّ بوسع الإنسان النجاة من هذا العذاب وذلك بترك أسبابه.

 

قد تقول: إذا كانت العقوبات الأخروية آثارًا تكوينيَّةً للمعاصي، والآثار التكوينية لا تتخلَّف عن أسبابها، فهذا معناه أنَّه لا يُمكن رفع العذاب عن العصاة بالشفاعة مثلًا او بالعفو ابتداءً من الله تعالى.

 

والجواب عن ذلك أنَّ العقوبات الأخروية وإنْ كانت آثارًا تكوينية للمعاصي وهي بطبعها لا تقبل التخلُّف إلا أنَّ الله تعالى قادرٌ على أن يمنع من تحقق هذا الأثر أو استمراره، فهذه الآثار جارية إلا أنْ يشاء اللهُ تعالى فيمنع من تحقُّقِها. فكما أنَّ الاحتراق أثر تكوينيٌّ للنار في الدنيا ولكنَّ الله قد يتدخَّل فيجعل النار بردًا وسلامًا كذلك هو الشأنُ في العقوبات الأخرويَّة فإنَّها وإنْ كانت آثارًا تكوينيةً للمعاصي ولكنَّ الله إذا شاء منع من تحقُّقِها.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الكهف / 49.

2- سورة التكوير / 14.

3- سورة النساء / 10.

4- سورة آل عمران / 180.

5- سورة التوبة / 34-35.

6- سورة الطور / 16.

7- سورة التحريم / 7.

8- سورة الزلزلة / 6-8.

9- سورة التوبة / 35.

10- سورة الطور / 16، سورة التحريم / 7.

11- سورة يونس / 52.