دعاء الجوشن الكبير من الأدعية المأثورة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

هل دعاء الجوشن الكبير مأثور؟ وما معنى بعض الأسماء الواردة في الدعاء مثل: يا نفَّاح يا مُرتاح؟

الجواب:

دعاء الجوشن الكبير من الأدعية المشهورة والمأثورة مرويٌّ عن الإمام زين العابدين (ع) عن أبيه عن جدِّه عن النبيِّ (ص) كما أفاد الكفعميُّ في كتابه جنَّة الأمان، قال: نزل جبرئيل على النبيِّ (ص) وعليه جوشنٌ ثقيل آلمَه ثقلُه -أي كان على النبيِّ (ص) درعٌ من حديدٍ ثقيل الوزن- فقال: يا محمَّد ربُّك يُقرئك السلام، ويقولُ لك اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدعاء فهو أمانٌ لك ولأُمَّتك .."(1)، وهذا الدعاء كما أفاد الكفعمي مشتملٌ على مائة فصلٍ، كلُّ فصلٍ مشتملٌ على عشرة أسماء من أسماء الله الحسنى ثم يُقال في آخر كلِّ فصلٍ: "سبحانك يا لا إله إلا أنت الغوث الغوث خلِّصنا من النار يا رب"(2). ومضامينُه العالية والمطابقة للروايات الواردة عن أهل البيت (ع) وحسن سبكه وصياغته وتلقِّي الفقهاء له بالقبول يكفي للبناء على اعتباره . 

المراد من النفاح والمرتاح:

وأمَّا ما ورد في الدعاء من وصف الله تعالى بالنفَّاح والمرتاح فذلك غيرُ مختصٍّ بهذا الدعاء، فقد ورد هذان الوصفانِ في عددٍ من الأدعية المأثورة عن أهل البيت (ع) مثل الدعاء الذي يُدعى به في يوم النصف من شهر رجب المرويِّ عن الإمام الصادق (ع) والمعروف بدعاء أمِّ داود، فقد ورد فيه "يا فتَّاح يا نفَّاح يا مُرتاح يا من بيده كلُّ مفتاح"(3).

والمراد من النفَّاح: هو الكثيرُ العطاء للخير، وقد ورد في بعض الأدعية المأثورة ما يُؤيِّد إرادة هذا المعنى، منها ما رود في كتاب جمال الأسبوع في دعاء يوم الأحد: "يا فالق الإصباح، فإنَّك المعطي النفَّاح ذو الآلاء والنعم"(4) وورد في دعاءٍ من أدعية يوم عرفة عن الصادق (ع) : "باسط اليدين بالرحمة، نفُّاحُ الخيرات، كاشفُ الكربات"(5) وورد في دعاءٍ مأثورٍ آخر يُدعى به ليلة الجمعة: "أنت الفتَّاح النَّفاح ذو الخيرات مُقيل العثرات"(6).

فوصفُ الله تعالى بالنَّفاح يعني أنَّه تعالى المُفيض بالنعم الجزيلةِ على عباده.

وأمَّا معنى المُرتاح: فهو المُبتهِجُ والراضي، ومعنى المُبتهج والراضي في المقام هو علمُه تعالى بكمال ذاتِه المُطلق وبأنَّ أفعاله مطابقةٌ لمقتضى الحكمة المُطلقة.

وقد يكونُ المراد من وصفه تعالى بالمُرتاح هو الإشارة إلى أنَّه لا ينتابه رَهَقٌ ولا نَصَب قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾(7).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج78 / ص331.

2- المصباح -الكفعمي- ص247.

3- مصباح المتهجد -الشيخ الطوسي- ص810.

4- جمال الأسبوع -السيد ابن طاووس- ص54.

5- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج95 / ص262.

6- جمال الأسبوع -السيد ابن طاووس- ص129.

7- سورة ق / 38.