علَّة استحباب التكبيرات السبع

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صل على محمد وآل محمد

 

المسألة:

يقال بأنَّ التكبيرات السبع في الصلاة راجعةٌ في الأصل إلى أنَّ الإمام الحسين (ع) كان بمعيَّة جدِّه النبيِّ (ص) فوقف للصلاة وكبَّر فكبَّر الحسين (ع) سبع مرات إلى أنْ أتقن التكبيرة في السابعة، ولذلك نزل جبرائيل (ع) يُخبر النبيَّ (ص) بأنَّ التكبيرات سبع لهذا الغرض، نرجو من سماحتكم التوضيح.

 

الجواب:

مفاد الرواية التي رواها زرارة عن أبي عبد الله (ع) أنَّ النبيَّ (ص) أخذ معه الإمام الحسين (ع) للصلاة وجعله إلى جانبه وصفَّ الناس خلف النبيِّ (ص) فلمَّا كبَّر النبيُّ (ص) تكبيرة الافتتاح للصلاة كبّر الحسين (ع) خلفه فكبّر النبيُّ (ص) فكبَّر الحسين (ع) خلفه حتى كبَّر النبيُّ (ص) سبعاً والحسين (ع) يُكبِّر خلفه كلَّما كبَّر النبيُّ (ص) فجرت السنَّة على ذلك أي على استحباب التكبيرات السبع لافتتاح الصلاة، واحدة واجبة لافتتاح الصلاة وستٌّ مسنونات.

 

نعم ورد في معتبرة حفص بن البختري أنَّ الإمام الحسين (ع) لم يكبِّر إلا في السابعة. والروايتان متنافيتان إذا كان مدلول معتبرة ابن أبي البختري أنَّ الإمام الحسين (ع) لم يُكبِّر خلف رسول الله (ص) التكبيرات الستِّ الأولى لانَّ مفاد معتبرة زرارة أنَّ الحسين (ع) كان يكبِّر كلمَّا كبَّر رسول الله (ص)، نعم يرتفع التنافي لو حملنا معتبرة ابن أبي البختري على أنَّ الحسين(ع) لم يرفع صوته بالتكبير إلا في السابعة.

 

ثم إنَّ معتبرة زرارة اشتملت على أمرٍ بحاجةٍ للتوضيح وهو أنَّها أفادت أنَّ الإمام الحسين (ع) أبطأ في الكلام حتى تخوَّفوا من أنَّه لا يتكلَّم وأنْ يكون به خرس، وهذا المعنى لا يُمكن قبوله وتصديقه وذلك لعلم النبيِّ (ص) -منذ ولادة الإمام الحسين (ع) وقبله- بوحيٍ من الله تعالى بمستقبل الإمام الحسين (ع) حتى أنَّه قال: الحسن والحسين (ع) إمامان إنْ قاما أو قعدا، وكيف يتَّفق الخرس مع الإمامة!!  ثم إنَّه (ص) كان كثيراً ما يُخبر عن استشهاده والموقع الذي يُستشهد فيه وزمانه، وقد ثبت ذلك في روايات الفريقين، وهو ما يُؤكِّد علم النبيِّ (ص) بمستقبل الإمام الحسين (ع) وحينئذٍ كيف يمكننا القبول والتصديق بأنَّه كان يتخوَّف عليه الخرس. نعم يُمكن حمل الرواية على أنَّ بعض الناس قد توهَّم ذلك لانَّ الحسين (ع) لم يكن يتكلَّم في محضرهم رغم أنَّه كان في سنٍّ يتكلَّم في مثله الصغار أمام الناس عادة. فإنْ تمَّ هذا التوجيه وإلا فالرواية ساقطة عن الاعتبار لمنافاتها مع المقطوع به من الروايات الدالة على علم النبيِّ (ص) بمستقبل الإمام الحسين(ع) وأنَّ الله قد جعله إماماً لهذه الأمة.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور