سند دُعاء النُّدبة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

نحن نحضر دعاء الندبة بشكلٍ أسبوعي، ولكن سمعنا أنَّ في بعض فقراته غلوَّاً؟! وسمعنا أنَّه غير صحيح مطلقاً، ولا يُمكن أنْ يصدر عن معصوم، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

دُعاء النُّدبة من الأدعية المشهورة وهو محلُّ عناية الفقهاء بمختلف طبقاتهم حيثُ كانوا يواظبون على قراءته ويُوصون المؤمنين بذلك، وقد تصدَّى الكثيرُ منهم لشرحه بل والاستدلال ببعض فقراتِه على بعض الفروع الفقهيَّة.

ومصدر هذا الدُّعاء هو كتاب المَزار للشَّيخ محمَّد بن جعفر بن عليِّ بن جعفر المشهدي الحائري، وهو من أجلَّاء الطَّائفة، وكتابُه معروفٌ مشهورٌ وانتسابه إليه محرَزٌ، ولذلك فَنَقْلُ السَّيِّد ابن طاووس هذا الدُّعاء من كتاب المَزار لا تَضُرُّ معه الفاصلة الزَّمنيَّة وعدم ذكره لطريقه إلى الكتاب، إذ بعد أنْ كان الكتاب مشهورًا ومُحرَز الانتساب لصاحبه لا تكون ثُمَّة حاجة لذكر الطَّريق للكتاب المَذكور، على أنَّ لنا طُرُقًا إلى كتاب المَزار الكبير معتبرة ذَكرَها المُحدِّثُ النُّوري في خاتمة المستدرك.

ثُمَّ إنَّ المشهديَّ (رحمه الله) نقل هذا الدُّعاء في كتابه المزار عن الشَّيخ أبي الفرج محمَّد بن أبي قرَّة وهو من مشايخ النجاشي الذي لا يروي إلا عن الثّقات.

وأبو الفرج بن قرَّة أفاد أنَّه نقل دعاء النُّدبة من كتاب الدُّعاء لأبي جعفر محمَّد بن الحسين بن سفيان البزوفري وهو من مشايخ الشَّيخ المُفيد، وقد أكثر الشَّيخ المُفيد الروايةَ عنه والتَّرحُّم عليه كما أفاد ذلك الآغا بزرك الطَّهراني في الذَّريعة، وهو كذلك من مشايخ الحسين بن عبيد الله الغضائري كما أفاد ذلك السَّيِّد الخوئي في مُعجم رجال الحديث وهو واقعٌ في مشيخة التَّهذيب ومشيخة الاستبصار، وله رواياتٌ كثيرة، فالرَّجُل من المعاريف وهو من علماء عصر الغَيبة الصُّغرى، وقد نَسب هذا الدُّعاء لصاحب العصر والزَّمان وأفاد بأنَّه تُستحبُّ قراءته في الأعياد الأربعة الفطر والأضحى والغدير والجمعة.

وأمَّا مضامينُ الدُّعاء فليس منها ما يُنافي الاِعتقاد الصَّحيح بل إنَّ الكثيرَ من مضامينِه مُطابِقٌ للرِّوايات القطعيَّة الصُّدور وبعضُها مُطابقٌ للرِّوايات المُعتبرة والصَّحيحة، وعليه فدُعاء النُّدبة واجدٌ لشرائط الاعتبار.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور