لماذا التقليد مع أنَّ الفقيه يُخطِأ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

لماذا يتعيَّن على المكلَّف التقليد مع أنَّ الفقيه كغيره يُصيب ويُخطأ؟

الجواب:

الفقيه كالطبيب فكما أنَّ المريض يرجعُ للطبيب ليشخِّص مرضَه ويصف له الدواء رغم أنَّ الطبيب يُصيب ويُخطأ فكذلك الجاهل بالأحكام الشرعية يرجعُ للفقيه ليشخِّص له الحكم الشرعي، والقاسمُ المشترَك بين الفقيه والطبيب هو أنَّهما من ذوي التخصُّص، وسيرة العقلاء جاريةٌ على الرجوع في كلِّ علمٍ لذوي التخصُّص في ذلك العلم، فمَن يُريدُ بناء بيتٍ له فإنَّه يرجعُ للمهندِّس المعماري ويستشيره، ومَن يُريد أنْ يتعلَّم الفلسفة يبحثُ عن الفيلسوف ليتعلَّم عنده، ومن يريد أنْ يتعرَّف على علم الفلك أو الكيمياء أو الفيزياء فإنَّه يذهب للمتخصِّصين في هذه العلوم رغم أنَّهم يُصيبون ويُخطئون إلا أنَّ نسبة الخطأ عندهم اقلُّ بكثيرٍ من نسبة الخطأ عند غير المتخصِّصين.

ولأنَّ الإنسان لا يُمكنه عادةً أنْ يُحيط بجميع العلوم والفنون لذلك فهو يرجعُ في كلِّ علمٍ وفنٍّ إلى المتخصِّص في ذلك العلم.

فالفقيهُ يرجعُ للطبيب ويقلِّده فيما يتَّصل بفنِّه والطبيبُ يرجعُ للفقيه فيما يتَّصل بفنِّه.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور