معنى: (النامِصة والمنتمِصة)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

ما حكم تزجيج المرأة لشعر الحاجبين في مذهب أهل البيت(ع)؟ أرجو التفصيل في المسألة.

 

الجواب:

أورد الشيخ الصدوق في معاني الأخبار بسنده عن عليِّ بن غراب عن أبي عبد الله الصادق (ع) عن آبائه(ع) قال: " لعن رسولَ الله (ص) النامصة والمنتمصة، والواشرة والموتشرة، والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة " وقد فسَّر عليُّ بن غراب -كما عن الشيخ الصدوق- النامصة بأنَّها التي تنتفُ الشعر من الوجه والمُنتمصة التي يُفعل ذلك بها.(1)

 

واللعنُ هنا -ظاهرا- إنَّما هو لمَن فعلتْ ذلك لغرض التدليس على الرجل الذي جاء لخطبتِها، فهو من أنحاء الغش إذا أوجب النمصُ توهُّمَ الخاطب حُسناً أو جمالاً مفقوداً.

 

وأمَّا النمصُ وإزالةُ شعر الوجه وكذلك تزجيجُ الحاجبين لغرض التزّيُن للزوج بعد الزواج فلا مانعَ منه بل هو عملٌ راجح، تُثابُ عليه الزوجة إذا كان غرضُها حسنَ التبعُّل لزوجها والامتثال لتوصيَّات الدينِ الحنيف.

 

ويؤيدُ أنَّ اللعن في رواية عليِّ بن غراب ليس لمطلق من حفَّت شعر وجهها ما أورده عبد الله بن جعفر الحميري ( في قرب الإسناد ) عن عبد الله بن الحسن، عن علي بن جعفر أنه سأل أخاه موسى بن جعفر عليه السلام عن المرأة التي تحفُّ الشعر من وجهها؟ قال: لا بأس" (2) فإنَّ نفي البأس عن حفِّ المرأة الشعر عن وجهها قرينة على أنَّ اللعن الوارد في رواية عليِّ بن غراب ليس على إطلاقه.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

 

1-معاني الأخبار -الصدوق- ص249-250، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج17 / ص133.

2- قرب الإسناد -الحميري القمي- ص226، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج17 / ص133.