سند دعاء الاحتجاب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمد

 

المسألة:

السلام عليكم شيخنا العزيز تقبل الله أعمالكم

شيخنا ما صحة دعاء الاحتجاب الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام والذي في أوله: (احتحبتُ بنور وجهِ الله القديمِ الكامل ..)(1) سندًا ومتنًا؟

 

الجواب:

الدعاء أو الحجاب المذكور لم أجد له سندًا بل ولا مصدرًا، نعم نقله العلامة المجلسي في البحار وأفاد أنَّه "حجابٌ منقول من بعض المواضع"، فلم يذكر ما هو هذا الموضع الذي نقله عنه، ثم إنَّه لم يذكر أنَّه منسوبٌ لأمير المؤمنين (ع) أو غيره من الأئمة (ع)، وعليه فهذا الدعاء من حيث السند في غاية الضعف، إذ لا طريق له بل ولا يعُرف له مصدر، فهو ليس من الأدعيَّة المأثورة.

 

وأمَّا من حيث المتن فليس فيه ما يُنافي أصول العقيدة بل إنَّ العديد من فقراته موجودة في بعض الأدعية المأثورة، إلا أنَّ العديد من الفقرات أيضًا لا تستقيم دون تأويل ولا تخلو من اضطراب، هذا من حيثُ المضمون، وأمَّا من حيث الصياغة، فالكثير من فقراته لا تُشبه صياغة الأدعية المأثورة عن أهل البيت (ع) فهي لا تخلو من ضعفٍ في السبْك على خلاف ما هو المعهود في الأدعية المأثورة عن أهل البيت (ع) والتي تتميَّز بالرصانة والجزالة.

 

والذي يقوى في النظر أنَّ هذا الدعاء من تأليف بعض الهُواة، وقد لفَّق فقراتِه من بعض الآيات، وبعض فقرات الأدعية المأثورة، وبعض الفقرات المتداولة بين الناس واخترع كذلك من عنده بعض الفقرات التي لم يُحسن صياغتها فخرج علينا بهذا الدعاء الذي سُمِّي بدعاء الاحتجاب.

 

فالأولى عدم التعاطي لهذا الدعاء، فإنَّ فيما هو مأثورٌ عن الرسول الكريم (ص) وأهل بيته (ع) غنًى وكفاية.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- بحار الأنوار -العلّامة المجلسيّ- ج91 / ص378.