الهفهاف هل هو من أنصار الحسين (ع)

المسالة:

هل يوجد في أنصار الإمام الحسين (ع) رجل باسم الهفهاف بن المهند الراسبي؟ وإذا كان من أنصار الإمام الحسين (ع) فهل هو آخر شهيد من شهداء الطف؟

الجواب:

ذكره في أنصار الإمام الحسين (ع) الفضيلُ بن الزبير الرسان –وهو من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (ع)- ذكره في كتابه تسمية من قتل مع الإمام الحسين (ع) وأفاد أنَّه قتل بعد مقتل الحسين (ع) قال (رحمه الله): وخرج الهفهافُ بن المهند الراسبي، من البصرة، حين سمع بخروج الحسين (عليه السلام)، فسار حتى انتهى إلى العسكر بعد قتله فدخل عسكر عمر بن سعد، ثم انتضى سيفه وقال: يا أيُّها الجند المجنَّد، أنا الهفهاف بن المهنَّد، أبغي عيالَ محمد .." ثم أنَّه قتل منهم ما قتل، فتدَاعو اعليه خمسةُ نفر، فاحتوشوه، حتى قتلوه، رحمه الله تعالى، وأفاد أيضاً أنَّ الإمام زين العابدين (ع) أبَّنه وأثنى على شجاعته(1).

فهو إذن -بحسب ما أفاده الفضيل- قد قُتل بعد مقتل الحسين (ع) وبعد أن وضعت الحرب أوزارها فلم يحظ بالجهاد بين يدي الحسين (ع) ولعلَّه لذلك لم يذكره مَن تصدَّى من المؤرِّخين لتسمية من قُتل مع الحسين (ع) وكذلك لم يُذكر في زيارة الناحية التي تصدَّت لتسمية من استُشهد مع الإمام الحسين (ع) فإذا صحَّ ما أفاده الفضيل فإنَّ الهفهاف يكون من أنصار الحسين (ع) بحسب المنزلة شأنُه في ذلك شأنُ عبد الله بن عفيف الأزدي الذي قُتل في الكوفة بعد مقتل الحسين لأنَّه وثَب في وجه ابن زياد بعد أنْ شتم الإمام الحسين (ع) فقال له: "يا عدوَّ الله، إنَّ الكذاب أنت وأبوك، والذي ولَّاك وأبوه، يا ابنَ مرجانة، تَقتلُ أولادَ النبييِّن وتقومُ على المنبر مقام الصدِّيقين؟!"(2).

فأمر ابنُ زياد جلاوزته بضرب عنقه وصلبِه رغم أنَّه كان ضريراً قد ذهبتْ إحدى عينيه مع أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل وذهبت الأخرى يوم صفِّين، وكان من العبَّاد الذين لا يفارقون المسجد الأعظم.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

13 / محرم / 1440هـ

23 / 9 / 2018م

 

1- الأمالي الخميسيَّة للشجري ج1 ص 227، مجلة تراثنا التابعة لمؤسسة آل البيت نشرت في الجزء الثالث كتاب تسمية من قتل مع الإمام الحسين (ع) تحقيق السيد محمد رضا الحسيني ص 156 .

2- أنساب الأشراف للبلاذري ج3 ص 210، الإرشاد للشيخ المفيد ج2 ص 117، تاريخ الطبري ج4 ص 251، الفتوح ج5 ص 124.