نسبة المُعتبر فيما ينقله الخطباء من أحداث كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما رأيكم فيما يُقال من أنَّ أكثر ما ينقله الخطباء حول أحداث كربلاء فاقدٌ للاعتبار؟ وإذا لم يكن هذا الكلام صحيحًا فما هي نسبة المُعتبر منه بنظركم؟

الجواب:

هذا الكلام لا يصحُّ فإنَّ أكثر ما ينقله الخطباء -في حدود متابعتي- مذكورٌ في المصادر التأريخيَّة أو الروائيَّة المُعتبرة في الجملة، وكثيرٌ منها قابلٌ للإثبات التأريخي، فإنَّ قضيَّة الإمام الحسين (ع) امتازت دون الكثير من القضايا التاريخيَّة بكثرة مَن تصدَّى من المؤرِّخين والمحدِّثين لضبط وتدوين أحداثها تفصيلاً، نعم يتفاوتُ الخطباء في القدرة على التحفُّظ على النصوص، فقد لا يُحسنُ بعضُهم نقلَ النصِّ بالمعنى فيُضيف إليه -من غير قصد- ما ليس منه أو يصوغُه بما يُخرِجه عن سياقه أو يُضفي عليه ما يستوجبُ استبعاد المتلقِّي لوقوعه.

وأمَّا ما هي نسبة المُعتبر ممَّا ينقلُه الخطباء من غير المُعتبر فيَصعبُ تحديدُها خصوصاً وأنَّ الخطباء متفاوتون في التثبُّت والمعرفة بالضوابط والمصادر التي ينبغي مراجعتها إلا أنَّه يُمكن القول بأنَّ سبعين إلى ثمانين بالمائة ممَّا ينقلُه خطباؤنا الكرام قابلٌ للإثبات التأريخي أو هو موجودٌ في المصادر المُعتبرة في الجملة، والنسبة المتبقية يتعيَّن على العلماء من الخطباء وغير الخطباء العمل الجادُّ على تقليصها حرصاً على مصداقيَّة المنبر الحسيني والذي هو الرافدُ الأول للثقافة والتربية الدينيَّة.

ولا يفوتني في المقام أنْ أُشيد بالدور الجدير بالإحترام الذي يقومُ به الإخوة الخطباء في تأصيل الثقافة الدينيَّة وتوثيق صلة المؤمنين بدينهم وقيمِه وتعميق ولائهم بأهل بيتِ النبيِّ الكريم (ص) وأودُّ تذكيرَهم أنَّ الكثير من فجائع وملاحم كربلاء التي وثَّقها المؤرِّخون -أعني الأثبات- في مصنَّفاتهم لا تحظى باهتمامهم إمَّا لعدم تعارف نقلها أو لأنَّها غيرُ منظومةٍ في شعر لكنَّ ذلك لا يُبرِّرُ عدم نقلِها في مجالسهم أو حثّ الشعراء على نظمها.

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

24 / محرم الحرام / 1440هـ

4 / أكتوبر / 2018م