دعوى ذهول الحسين (ع) عند سقوط الأكبر!!

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما مدى صحَّة ما يذكره بعضُ الخطباء من أنَّ عليَّ بن الحسين الشهيد حينما سقط صريعًا ونادى يا أبتاه عليك السلام صعد الحسينُ (ع) جواده بُغية إدراكه فتوَّجه خطأً إلى غير الجهة التى صدر منها الصوت فقالت له السيدةُ سكينة: إنَّ عليًّا سقط هناك فاعتذر عن ذلك بأنَّ سقوط الأكبر قد أذهلَه ثم عاد إلى الجهة التى سقط إليها الأكبر (ع)؟

الجواب:

هذا الكلام لا يصحُّ، فإنَّ الحسينَ (ع) إمامٌ معصوم لا يَطيشُ له رأيٌ، ولا يُذهلُه خَطبٌ وإنْ عظمَ وكان جليلًا، فنسبةُ ذلك إلى الإمام الحسين (ع) فيه انتقاصٌ غيرُ مقصودٍ لمقامِه السامي.

فالمعصومُ وإنْ كان ينتابُه الحزن كما ينتاب الناس إلا أنَّه لا يقعُ تحت تأثيره بمعنى أنَّ الحُزن لا يُخرجُه عن صوابِه ولاُ يُذهلُه عن رؤية الواقع على ما هو عليه كما يتَّفق ذلك لغير المعصوم، ولذلك شنَّعنا على مَن تجاسرَ في محضر النبيِّ الكريم (ص) فقال: "قد غَلبَه الوجع" فأيُّ فرقٍ بين "غلبَه الوجع" وبين قول: غلبَه الحُزن أو أذهله؟!.

فالخبرُ المذكور مكذوبٌ قطعًا، إذ لازمه تأثير الحُزن الذي انتابَ الإمام (ع) على قواه العقليَّة وهو ممتنعٌ في حقِّه نظرًا لمنافاتِه لِمَا هو مقتضى الدليلِ القطعيِّ على عصمتِه, على أنَّه لم نجد -رُغم الفحص- لهذا الخبر ذكرًا في شيءٍ من كتب الأخبار التى تناولتْ تفاصيلَ مقتل الحسين (ع). 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور