بكير بن الحر هل كان من شهداء كربلاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

هل يصحُّ ما يُقال إنَّ للحرِّ بن يزيد الرياحي ولداً اسمه "بكير" استُشهد معه في كربلاء يوم العاشر؟

الجواب:

لم أجد -بعد البحث- فيمَن استُشهد مع الحسين (ع) في كربلاء شهيدًا اسمُه بكير بن الحرِّ الرياحي أو ما يقرب من هذا الاسم، كما لم أجد في شيءٍ من المصادر المعتبرة أنَّ الحرَّ بن يزيد كان قد صحِب معه ابنه حين تحوَّل إلى ركب الحسين (ع)، نعم ذكر الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين (ع) أنَّ الحرَّ كان يصحبُ معه غلامًا تركيًّا، وقيل إنَّ الغلام التركي الذي استُشهد مع الحسين (ع) في كربلاء هو غلام الحرِّ، نقلَ ذلك ابنُ شهراشوب في المناقب قال: ورُوي أنَّه برزَ غلامٌ تركيٌّ للحرِّ وجعل يقول:

البحرُ من طعني وضربي يصطلي ** والجوُ من نبلي وسهمي يمتلي

إذا حُسامي عن يميني ينجلي ** ينشقُّ قلبُ الحاسد المبجل(1)

إلا أنَّ الخوارزمي ذكر أنَّ البيتين لغلامٍ تركي من موالي الحسين (ع) وأفاد أنَّ هذا الغلام كان من القرَّاء، وأنَّه حين قُتل جاءه الحسين (ع) وبكى ووضع خدَّه على خدِّه، ففتحَ عينيه ورآه فتبَّسم ثمّ صار إلى ربِّه"(2)

وأيًّا كان فلم نجدْ من ادَّعى أنَّ الحرَّ كان قد صحِب معه أحدًا من أبنائه سوى ما ذكره القندوزي -المتوفي سنة 1294ه- في ينابيع المودَّة ولم يُشِر إلى المصدر الذي نقل عنه(3) وكذلك نقل عددٌ من المتأخِّرين القريبين من عصرنا أنَّ الحرَّ كان له ابنٌ اسمه "علي" استُشهد معه في كربلاء، وذكر بعضُهم أنَّ اسمه "بكير"، وذكر بعضُهم أنَّ له أخًا كان قد صحِبه أيضًا اسمُه مصعب بن يزيد الرياحي، وكلُّ ذلك لا يمكن الاعتداد به والتعويل عليه(4).

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

24 / محرَّم الحرام / 1442هـ

13 / 9 / 2020م


1- مناقب آل أبي طالب -ابن شهراشوب- ج3 / ص253.

2- مقتل الحسين -الخوارزمي- ج1 / ص28.

3- ينابيع المودة -القندوزي- ج3 / ص75-76.

4- لاحظ: روضة الشهداء -ملا حسين كاشفي سبزواري- ج2 / ص252، أسرار الشّهادات -الدّربندي- ج2 / ص216، 246، معالي السّبطين-الحائري- الفصل التاسع المجلس الثالث ص335، القول السّديد -الجلالي الحسيني- ص125.