ما وقع قبل استشهاد السيِّدة فاطمة (ع)

المسألة:

كثيراً ما نسمع عند سرد قصَّة استشهاد السيدة فاطمة (ع) بأنَّ الحسنين (عليهما السلام) دخلا الدار في اليوم الذي استُشهدت فيه الزهراء عليها السلام فلم يسمعا أنينها، هل كانت الزهراء تأنُّ من الألم؟! ونحن نرى بعض المؤمنين الذين ابتُلوا بمرضٍ -قد يكون لا له علاج- صابرا ولا نسمع منه أنين؟ فما هو تعليق سماحتكم على هذا الإشكال؟

الجواب:

لم نقف على هذا الذي ذكرتَه ويذكره بعض الخطباء في شيءٍ من الروايات المعتبرة التي تصدَّت لبيان تفاصيل ما وقع للسيِّدة فاطمة (ع) قُبيل استشهادها، فما أفادته الروايات هو أنَّها كانت في هذه الفترة وكما هي عادتها طوال عمرها الشريف كثيرة الذكر كثيرة الدعاء لا يفتر لسانها من تلاوة القرآن في خلواتها، وقد طلبت من أسماء بنت عميس انْ تصنع لها نعشاً فلمَّا رأته السيدة (ع) ضحكت ولم تكن قد ضحكت بعد وفاة رسول الله (ص) ثم أنَّها أمرت أسماء أنْ تأتي لها بمغتسل فاغتسلت ثم لبست ثياباً جديدة ثم جلستْ في مصلاها وأمرت أسماء بالخروج من حجرتها وبقيت هي في مصلاها ذاكرةً لله الى أنْ رحلت الى ربِّها وهي على مصلاها وحدها.

واذا افتقد الحسنان (عليهما السلام) شيئاً بعد وفاة أمِّهما فهو صوت تلاوتها ومناجاتها بلحنٍ كان رخيماً حزيناً يملأ عليهما الدار جلالاً وقداسةً واطمئناناً وسكينة.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور