التسمية بعبد الرسول .. هل هو من الشرك

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

يستشكل البعضُ على التسمية بمثل عبد النبي وعبد الرسول وعبد الحسين ويقولون إنَّه من الشرك، فما هو جوابكم؟

الجواب:

العبد في مثل هذه الأسماء يعنى الخادم، والمقصود من التسمية بهذه الأسماء هو التعبير عن الحبِّ والولاء والتواضع لأهل البيت (ع) فالمقصود من التسمية بعبد الرسول مثلاً هو أنَّ المسمَّى به خادم للرسول (ص) وليس المقصود من ذلك العبودية المصطلحة، إذ أنَّ العبوديَّة المصطلحة متمحِّضة لله تعالى فلا معبود سواه جلَّ وعلا.

واستعمال لفظ العبد بمعنى الخادم وبمعنى المملوك ورد كثيراً في كلام العرب، فمن ذلك قول الشاعر العربي المعروف بالمقنَّع الكندي:

وانِّي لعبدُ الضيف مادام نازلاً ** وماشيمةٌ لي غيرها تُشبه العبدا (1)

فمقصود الشاعر من كونه عبد الضيف هو أنَّه خادمه والقائم بنفسه على رعايته وإكرامه 

وكذلك فإنَّ القرآن قد استعمل لفظ العبد في الخادم المملوك كما في قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ﴾(2) وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾ (3) وقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ﴾.

فالمراد من العبد في هذه الآيات هو المملوك المسترَق المقابل للحُرِّ، ووصفُ القرآن له بالعبد يدلُّ على أنَّ استعمال هذا الوصف لا محذور ولا يُعدُّ من الشرك بعد أنْ لم يكن المقصود منه العبوديَّة المصلحة. 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- الأمالي -إسماعيل بن القاسم القالي ت: 256ه- ج1 / ص284، الحماسة البصريَّة -علي بن أبي الفرج ت: 659 ه- ج2 / ص31.

2- سورة النحل / 75.

3- سورة البقرة / 221.

4- سورة البقرة / 178.