سند حديث السفينة ومقتضاه

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

حديث: "مثلُ أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق" هل هو ثابتٌ سنداً؟ وعلى فرض ثبوته هل في دلالته أنَّ الشيعة هم أهل النجاة، فقد يقول قائل من إخواننا السنَّة إنَّنا نحبُّ أهل البيت (ع) أيضاً؟

الجواب:

1- نعم ورد هذا الحديث وما يقرب من لسانه بطرقٍ معتبرة عندنا، وكذلك عند العامة، فمِمَّا ورد في طرقنا ما أورده الشيخ الصدوق بسندٍ موثَّق عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله لعلي بن أبي طالب: يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها.. مَثَلُكَ ومَثَلُ الأئمة من ولدك بعدي مَثَلُ سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق ومثلكم مثل النجوم كلَّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة"(1).

وممَّا ورد في طرق العامَّة ما أورده الحاكم النيسابوري بسنده عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول: وهو آخذ بباب الكعبة أيُّها الناس مَن عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق" قال الحاكم النيسابوري: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه"(2).

وقال ابنُ حجر الهيتمي المكي في كتابه الصواعق المحرقة: "وجاء من طرقٍ كثيرة يُقوِّي بعضُها بعضا: مثل أهل بيتي، وفي رواية إنَّما مثل أهل بيتي، وفي أخرى إنَّ مثل أهل بيتي، وفي رواية ألا إنَّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوحٍ في قومه مَن ركبها نجا ومَن تخلَّف عنها غرق، وفي رواية من ركبها سلِم ومن لم يركبها غرق، وإنَّ مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائل من دخلَه غُفر له"(3).

2- أهل النَّجاة هم من اتَّبعوا أهل البيت (ع) في الفقه والأصول الاعتقادية، ولا تكفي دعوى الحبِّ لأهل البيت (ع) مع التخلُّف عنهم في الفقه والعقيدة، فإنَّ المتفاهم عرفاً من الحضِّ على ركوب سفينة أهل البيت (ع) هو الاعتماد عليهم في كلِّ ما يتَّصل بالشئون الدينية، ومن الواضح أنَّ الشيعة الإماميَّة هم مَن يعمل بفقه أهل البيت (ع) وهم اللذين يأخذون معتقداتهم من طريق أهل البيت (ع).

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

------------------------------

1- الأمالي -الصدوق- المجلس الخامس والأربعون ح 18 / الرقم 408 / ص342.

2- المستدرك على الصحيحين -الحاكم النيسابوري- ج2 / ص343.

3- الصواعق المحرقة -ابن حجر الهيتمي المكي- ص236.