معنى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
ورد في دعاء الاِفتتاح: "اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً".
ما هو المقصود من قوله (ع):" وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ"(1).
الجواب:
هذه الفقرة مقتبسة من قوله تعالى في سورة الاسراء: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾(2)
والمقصود من الولي في الفقرة المذكورة هو الناصر، فهو جلَّ وعلا وإنْ كان قد اتَّخذ لنفسه أنصاراً كما يشهدُ بذلك مثلُ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ }(3) وقوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾(4) وقوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾(5) فهو تعالى وإنْ كان قد اتَّخذَ لنفسه أنصاراً إلا أنَّه لم يتخذهم من ضعفٍ وحاجة تعالى الله عن ذلك علوَّا كبيرا.
فالمراد من الذُلِّ في الفقرة المذكور هو الضعف المُستلزم للحاجة والافتقار كما هو مستعمَلٌ في القرآن مثل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾(6) أي وأنتم ضعفاء.
وعليه فمعنى الفقرة المذكورة أنَّه تعالى لم يتَّخذ ناصراً بسبب حاجته إلى النصرة كما هو شأنْ من يتَّخذ لنفسِه أنصاراً.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّه تعالى لم يتَّخذ أنصاراً وأولياء مِن أجل مذلَّةٍ وضعفٍ، ومن حاجةٍ إليهم ليدفعوا عنه أو يستعين بهم أو يتعزَّز بهم كما هو شأنُ من يتَّخذ لنفسه أنصاراً، فالجار والمجرور متعلِّقٌ بوليّ و" مٍن" سببيَّة أي أنَّه لم يتَّخذ وليَّاً بسبب الحاجة أو قل مِن أجل الذلِّ والضعف والحاجة.
والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور
9 / شهر رمضان / 1443ه
11 / ابريل / 2022م
1- مصباح المتهجِّد -الشيخ الطوسي- ص32.
2- سورة الاسراء / 111.
3- سورة الصف / 41.
4- سورة محمد (ص) / 7.
5- سورة يونس / 62.
6- سورة آل عمران / 66.