العسكري (ع): "مَن وعظَ أخاهُ سرّاً فقد زانَه .."

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدُ للهِ على حِلمِه بعد علمِه، والحمدُ للهِ على عفْوِه بعد قدرتِه، والحمدُ للهِ القادرِ بقدرتِه على كلِّ قُدرةٍ، ولا يقدرُ أحدٌ قدرَه، والحمدُ للهِ باسطِ اليدينِ بالرحمةِ، والحمدُ للهِ عالمِ الغيبِ والشهادةِ، وهو عليمٌ بذاتِ الصدورِ، والحمدُ للهِ خالقِ الخلقِ وقاسمِ الرزقِ، والحمدُ للهِ الخالقِ لما يُرى وما لا يُرى، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّداَ عَبْدُه ورسولُه (ص)

 

أُوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى الله، فَالْمُتَّقُونَ هُم أَهْلُ الْفَضَائِلِ، مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، ومَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ، ومَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ، غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، ووَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ، نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ، كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ، فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ، وحَزْماً فِي لِينٍ، وإِيمَاناً فِي يَقِينٍ، وحِرْصاً فِي عِلْمٍ، وعِلْماً فِي حِلْمٍ، وقَصْداً فِي غِنًى، وخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ، وتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ، وصَبْراً فِي شِدَّةٍ، وطَلَباً فِي حَلَالٍ، ونَشَاطاً فِي هُدًى، وتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ، يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وهُوَ عَلَى وَجَلٍ، يُمْسِي وهَمُّهُ الشُّكْرُ، ويُصْبِحُ وهَمُّهُ الذِّكْرُ.

 

أمَّا بعدُ فنباركُ لكم أيُّها المؤمنون ذكرى مولد الإمام الحسنِ العسكريِّ (ع) وأستثمرُ هذه المناسبةَ المباركةَ للوقوفِ على روايةٍ من غُررِ حِكمه يقول (ع) فيما أُثر عنه: "مَن وعظَ أخاهُ سرّاً فقد زانَه، ومَن وعظَه علانيةً فقد شانَه"(1).

 

هذه الروايةُ الشريفة متصدِّيةٌ لبيانٍ واحدٍ من آداب الوعظ والتناصُح، والحديثُ حولَها يقعُ في مَحاور:

 

الوعظُ سرَّاً تزيين وأدعى للقبول:

المحور الأول: حول مدلول الفقرةِ الأولى من الرواية، وهي قوله (ع): "مَن وعَظَ أخاهُ سرَّاً فقد زانَه" فإنَّ معنى ذلك ظاهراً هو أنَّ من نبَّه أخاه المؤمنَ على خطأٍ ارتكبَه أو معروفٍ قصَّر في أدائه فقد ساهَم في تحسينِ صورتِه، فإنَّ معنى قوله: "فقد زانه" مِن التزيين وهو التحسينُ للشيء بنفي ما يُوجب القبحَ أو النقصَ أو بإضفاءِ ما يُوجبُ الحُسن والكمال.

 

فإذا نبَّه المؤمنُ أخاهُ على ذنبٍ ارتكبَه فأدَّى ذلك إلى أنْ يُقلِعَ عن ذلك الذنب فإنَّه يكون قد نفى عنه ما يُشينُه ويعيبُه فيكون قد ساهم في تحسين صورة أخيه، فإنَّ الذنب سَوءةٌ ومَسبَّة تُسقط مرتكبُه من أعين الناس، فإذا زال عنه وتدارك تبعاتِه فإنَّه يكون قد نفى عن صورته ما يُوجبُ شَينها وهو معنى التحسين والتزيين الذي أفادَه الإمام (ع). وكذلك فإنَّ المؤمنَ إذا نبَّه أخاهُ على معروفٍ قصَّر في أدائه فصار ذلك سبباً في أن يلتزم بذلك المعروف فإنَّه يكون قد ساهم بموعظته في إضفاء كمال على أخيه فإنَّ أداء المعروف كمال وجمال وزينة.

 

تلك هي نتيجةُ الموعظة من المؤمنِ لأخيه ولكنَّ الإمامَ (ع) قد أناطها بشرطٍ وهو أنْ يقعَ ذلك في السرِّ، فإنَّه أدْعَى للقبول وأنفى للتُهمة، فإنَّ موعظة الإنسان في العلن قد ينشأ عنها نقيضُ الغرض، فقد يشعرُ من أسديت له النصيحة في العلن بالمهانة فتأخذُه العزة بالإثم ويبعثه ذلك على الإصرار والعناد وقد يشعرُ أنَّك أردتَ من نصيحتك له إهانته وتحقيره والإساءةَ إليه فقد يجفوك ويبغضُك، وقد ينالُ منك ويجترأ عليك. وبذلك لا تكون قد بلغتَ غايتك من نصيحتك إياه ونقضت غرضك بأنْ دفعته إلى الإصرار والعناد وكسبتَ -مضافاً إلى ذلك- بغضه وجفوته.

 

الوعظُ في العلَن تعييب:

والمحور الثاني: حول الفقرة الثانية من الرواية الشريفة وهي قوله (ع): ومن وعظه علانية فقد شانه يعني ومَن أسدى لأخيه المؤمنِ موعظةً في العلن فقد عابه، فإنَّ النصيحة بتركٍ ذنبٍ أو خطأْ أو بالحثِّ على معروفٍ إذا كانت موجَّهةً لفردٍ محدَّدٍ فإنَّها تستبطنُ أو تُلازم عرفاً دعوى أنَّ المخاطَب بالنصيحة مرتكِبٌ لذلك الذنب أو تاركٌ لذلك المعروف، فإذا كان ذلك في محضرٍ من الناس فإنَّه يكون بمثابة التعييب، فلو قال أحد لآخرَ في محضرٍ من الناس لا تكذب أو لا تسرق أو قال له أدِّ الصلاة في وقتِها وأحسِنْ إلى أبويك واعتنِ بأولادك فإنَّه يكون بذلك قد نسبَ إليه الكذبَ والعقوق والإهمالَ لأولاده، وهو من التعييب وإنْ لم يكن يقصد ذلك، فإنَّ التعييب ليس من الأفعال القصديَّة، نعم هو مع القصد يكونُ أقبح ولكنَّ عدم القصد لا ينفي عن نسبةَ العيب لشخصٍ صفةَ التعييب.

 

ولعلَّه لذلك اعتبر الإمام (ع) كلَّ مَن وعظ أخاه في العلن أنَّه قد عابه دون أنْ يُفصِّل بين فرض القصد وعدمه، فكلُّ مَن وعظَ أخاه في العلَن فقد شانَه وعابه وإنْ لم يكن يقصد من ذلك تعييبه بذنبه أو تقصيره، بل لعلَّ المقصود من الرواية هو فرض عدم القصد وذلك لأنَّ المفترض من الواعظ أنَّه لا يقصدُ التعييب ورغم ذلك أفاد الإمام (ع) أنَّه بنصيحته إياه في العلن يكون قد شانَه وعابه، ولعلَّ الإمام (ع) أراد القول بأنَّ مَن وعظ أخاه في العلَن فهو بمنزلة مَن عابَ أخاه.

 

وعلى كلا الاحتمالين يكون مفادُ الروايةِ الشريفة هو أنَّ الوِزر الذي يتحمَّلُه الإنسانُ من نسبةِ العيب لأخيه يتحمَّلُه هذا الواعظ في العلَن، فهو إمَّا أن يكون وعظُه له في العلن تعييباً حقيقةً أو تنزيلاً، ولهذا فهو مأثومٌ بوعظِه له في العلَن، فكما أنَّ مَن عابَ أخاه صريحاً في العلَن يكون مأثوماً كذلك فإنَّ مَن وعظَه في العلَنِ يكونُ مأثوماً لأنَّ وعظَه له في العلَنِ يكونُ من التعييبِ حقيقةً أو تنزيلاً.

 

وعليه فمفاد قول الإمام (ع): "ومَن وعظَه علانيةً فقد شانَه" هو أنَّ مَن وعظَ أخاهُ في العلن فإنَّه يكونُ مشمولاً للآياتِ والروايات المُحذِّرة من التعييب كقوله تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ﴾(2) وقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾(3).

 

وكذلك ما هو مأثورٌ عن أهل البيت (ع) كقول أبي عبد الله الصادق (ع) لرفاعة بن موسى وقد دخل عليه: يا رفاعة ألا أُخبرُك بأكثرِ الناس وزراً؟ قلتُ: بلى جعلتُ فداك، قال: مَن أعانَ على مؤمنٍ بفضل كلمة.. ثم قال: ألا أُخبركم بأوفرِهم نصيباً من الإثم؟ قلتُ: بلى جُعلتُ فداك قال: مَن عابَ عليه شيئاً من قولِه وفعلِه أو ردَّ عليه احتقاراً له وتكبُّراً عليه.."(4) فذلك الرجل هو أوفر الناس نصيباً من الإثم.

 

وورد عن الرسول الكريم (ص) أنَّه قال: "مَن كشفَ عورةَ أخيه المسلم كشفَ اللهُ عورتَه حتى يفضحَه بها في بيتِه"(5).

 

وورد عن الإمام أبي جعفرٍ الباقر (ع) أنَّه قال: "مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَطْعُنُ فِي عَيْنِ مُؤْمِنٍ إِلَّا مَاتَ بِشَرِّ مِيتَةٍ وكَانَ قَمِناً أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى خَيْرٍ"(6) يعني وكان جديراً بأنْ لا يكون مآلُه ومنقلبُه إلى خير.

 

 وورد عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: "مَنْ لَقِيَ أَخَاه بِمَا يُؤَنِّبُه أَنَّبَه اللَّه فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ"(7) يعني مَن استقبل أخاه بما يُوجبُ مهانته وشينه كان جزاؤه من الله تعالى أنْ يبتليَه في الدنيا بما يوجب تصغيرَه وتقريعه، وكذلك هو جزاؤه في الآخرة.

 

 وورد أيضاً عن أَبِي عَبْدِ اللَّه الصادق (ع) أنَّه قَالَ: "مَنْ عَيَّرَ مُؤْمِناً بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرْكَبَه"(8) ومعنى ذلك أنَّ الله تعالى يخذلُه، ويسلب منه التوفيق، فيكون ذلك سبباً في وقوعه في ذاتِ الذنبِ الذي عيَّر أخاه به أو وقوعه فيما يُشبهه.

 

فكلُّ هذه التحذيرات من تعييب المؤمن تشملُ مَن وعظَ أخاه في العلَن، لأنَّ كلَّ مَن وعظ أخاه علانيةً فقد عابَه بمقتضى ما أفاده الإمامُ (ع).

 

الاستيحاش من النصيحة كِبرٌ واعتدادٌ بالنفس:

المحور الثالث: إنَّ مفادَ الفقرةِ الأولى مِن الرواية هو الحضُّ على وعْظِ المؤمن ونصيحتِه، فذلك مقتضى وصفِ الوعظ له في السرِّ بالتزيين، وينبغي للمؤمن أنْ لا يستوحشَ ولا يغتاظَ من ذلك، فإنَّه ليس من أحدٍ -سوى المعصومين- فوقَ أنْ يُنصح أو يُنبَّه على خطأ ارتكبه أو معروفٍ قصَّر في أدائه، فالاستيحاشُ مِن ذلك يُعبِّرُ عن مستوىً من الكِبر والاعتداد بالذات والعُجبِ بالنفس، وهي أمراضٌ ينبغي أنْ نسعى جاهدينَ للتعافي منها، بل ينبغي لنا أنْ نروِّض أنفسنا على الاستشعار بالامتنان لمَن أسدى لنا نصيحةً أو صوَّب لنا خطأً أو حثَّنا على معروف أو أرشدنا إلى خيرٍ أو حذَّرنا من الإقامة على منقصة. فتلك هي وصيةُ أهل البيت (ع) كما في المأثور عن الإمام الصادق (ع): "أحبُّ إخواني إليَّ مَن أهدى إليَّ عيوبي"(9).

 

فقد وصف الإمام (ع) الإرشادَ إلى العيوب بالإهداء، وفي ذلك حثٌّ على أنْ يتعاطى المؤمنُ مع مَن نصحَه كما يتعاطى مع من منحَه هديةً، فكما يستبشر أحدُنا بالهدية فينبغي أن يستبشرَ بالنصيحة، وكما يستشعرُ أحدُنا المودةَ لمَن اتحفه بهديةٍ فينبغي بحسب مفاد الرواية أن يستشعرَ المودة والامتنان لمَن أسدى إليه بنصيحةٍ تنفي عنه عيباً غفِلَ عنه أو خطأً وقع فيه، لذلك أفاد الإمام (ع) أنَّ أحبَّ الإخوانِ وأقربَهم للنفس هو المُناصِحُ والمرشدُ للعيوب.

 

ووردَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال: "ليكُن آثرَ الناسِ عندَك مَن أهدى إليك عيبَك، وأعانَك على نفسِك"(10).

 

وورد عنه (ع) أنَّه قال: "ليكُن أحبَّ الناسِ إليك مَن هداك إلى مراشدِك، وكشفَ لك عن معايبِك"(11) فقد يخفى على الإنسان عيبُه، ولا يتفطَّنُ إلى أخطائه، وقد يحولُ الغضبُ أو الرضا أو الألفةُ والأنسُ أو حداثةُ السنِّ دون التنبُّهِ للعيوبِ والذميمِ من الخصال، لذلك يكونُ للنصيحة مِن الصادقين أثرُها في تكميل النفسِ وتهذيب السلوك.

 

النقد البنَّاء لا يُبرِّر الطعنَ والإزراء:

المحور الرابع: قد يتوهُّم البعضُ أنَّه يصحُّ للإنسان تحت شعار النقد البناء للرؤى والمواقف أنْ يقولَ في المحافل ووسائل التواصل ما يشاءُ في أخيه، فيحسبُ أنَّ ذلك لا يُعدُّ من الطعن والتوهين والإزراء بالمؤمنين، والحال أنَّه قد يكون من أجلى صوره وأقبحِ مصاديقه، فالنقد البنَّاء لا يُبرِّر شرعاً التوصيفَ بما يسوءُ أو بما لا يليقُ بالمؤمن، ولا يُصحِّحُ التشكيكَ في النوايا وسوءَ الظن أو السخريةَ والإزدراء أو التشهيرَ والتصنيف أو التحميلَ للكلام أو الموقف فوقَ ما يتحمَّل، وينبغي أنْ لا يكون النقدُ بدافع التشفِّي أو التتبُّعِ للعثراتِ والسقَطات.

 

يقولُ الإمام أبو جعفر الباقرُ (ع) في مقام البيان لقوله تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ قال (ع): "قولوا للنَّاس أحسنَ ما تُحبُّون أنْ يقال لكم، فإنَّ الله عزَّو جلّ يبغضُ اللَّعانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ على المؤمنين الفاحشَ المتفحّش"(12).

 

 ويقول الإمام أبو عبد الله الصَّادقُ (ع) كما في المأثور: "من روى على مؤمنٍ روايةً يُريدُ بها شَينَه وهدمَ مروءتَه ليَسقط مِن أعين النَّاس أخرجَه اللهُ من ولايتِه إلى ولاية الشَّيطان"(13). فيكون بناءً على هذه الرواية الشريفة مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾(14).

 

 اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد واغفر لعبادك المؤمنين

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ / فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ / إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾(14). 

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

خطبة الجمعة - الشيخ محمد صنقور

8 من ربيع الثاني 1444هـ - الموافق 4 نوفمبر 2022م

جامع الإمام الصّادق (عليه السلام) - الدّراز

----------------------------------

1- تحف العقول -ابن شعبة الحراني- ص489.

2- سورة النساء / 148.

3- سورة الهمزة / 1.

4- بحار الأنوار -المجلسي – ج72 / ص176.

5- ميزان الحكمة -الريشهري- ج3 / ص2208.

6- الكافي -الكليني- ج2 / ص361.

7- الكافي -الكليني- ج2 / ص356.

8- الكافي -الكليني- ج2 / ص356 

9- الكافي -الكليني- ج2 / ص639.

10- ميزان الحكمة ج3 / ص2207

11- عيون الحكم والمواعظ -الواسطي- ص404.

12- الكافي -الكليني- ج2 / ص165.

13- الكافي -الكليني- ج2 / ص358.

14- سورة النساء / 119.

15- سورة الكوثر / 1-3.