موقف الإمام زين العابدين (ع) من ثورة المدينة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أحاط بكلِّ شيءٍ علمُه، ووسِع كلَّ شيءٍ حفظُه، وقهرَ كلَّ شيءٍ جبروتُه، وأخافَ كلَّ شيء سلطانُه. الحمدُ لله الذي ملكَ فقدر، وبطَن فخبَر، الذي يُحيى الموتى ويُميتُ الأحياء وهو حيٌّ لا يموت بيده الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً (ص) عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

عباد الله أُوصيكم ونفسي بتقوى الله وتذكروا أنَّ الدنيا دارُ مجاز، والآخرةُ دارُ قرار، فخذوا مِن ممرِّكم لمقرِّكم، واعلموا أنَّ مَن سعى لدار إقامتِه خلصُ عملُه وكثُرَ وجلُه.

أعظم اللهُ أجوركم أيُّها المؤمنون وأحسنَ لكم العزاءَ بذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (ع) وأودُّ بهذه المناسبة الجليلة الحديث حول محورين:

المحور الأول: حول مرضِ الإمام زينِ العابدينَ (ع) في كربلاء

كان الإمامُ زين العابدين (ع) شأنُه شأنُ سائر الأئمة (ع) يمتازُ ببُنيةٍ جسديَّة قويَّة، وقد نصَّت العديدُ من الرواياتِ الواردة عن أهل البيت (ع) كما في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي وغيرِه(1) أنَّ النشأة البدنيَّة للرسولِ الكريم (ص) والأئمةِ (ع) تتميَّز بما يكشفُ عن الرعاية الإلهيَّة الخاصَّة، فكانوا على حظٍّ وافرٍ من الصحَّة والقوَّة في أبدانِهم وجوارحِهم.

وعليه فما هو مأنوسٌ في الأذهان من أنَّ الإمامَ زينَ العابدين (ع) كان نحيفاً ضئيلاً شاحباً حتى راجَ وصفُه بالعليل وبمريض كربلاء، ونُظمت القصائدُ للتعبير عن ضعفِه والتعاطفِ مع وضعِه المأساوي، كلُّ ذلك وشبهِه لا يصحُّ، وهو منافٍ لما عليه واقعُ أئمةِ أهل البيت (ع).

 نعم كان الإمامُ زينُ العابدين (ع) أيامَ كربلاء -يعني على الأرجح في اليومين أو الأيام الثلاثة الأخيرة- مريضًا بمرضٍ يُسقطُ عنه فريضة الجهاد بين يدي والده الإمامِ الحسين (ع) إلا أنَّ مرضَه وإنْ كان شديداً حينَها لكنَّه لم يكن من الشدَّةِ بحيثُ صار معه لا يعِي ما يدورُ حولَه من أحداثٍ كما تُوحي بذلك بعضُ أدبيَّات المنبر الحسيني، وأنَّه -كما يقولون- لم يعلم بنشوب المعركة! وكان يسألُ بعد ذلك عن العباس (ع) ومصيرِه وماذا فعل! وعن الأكبر والقاسم (ع) وأنَّه تفاجأ بمقتلِهم! وأنَّه لم يعلم بمقتل الحسين (ع) إلا بعد أنْ جاءته السيِّدةُ زينب (ع) تستشيرُه فيما تفعل وفيما تفعلُه النساء فأمرهنَّ بالفرار في البيداء!، كلُّ ذلك لم يصح، فقد كان الإمامُ زين العابدين (ع) حاضراً متابعاً ومراقباً لمختلفِ الوقائع التي حدثتْ يوم عاشوراء وأيامَ كربلاء، وقد نقلَها للأمَّة بنحو التفصيل حتى أنَّه نقلَ خُطبَ الإمامِ الحسين (ع) وأدعيتَه ومحاوراتِه والكثيرَ من تفاصيل ما وقعَ في المعركة، نعم أعاقَه المرضُ عن المشاركة في الجهاد.

ثم إنَّ مرضَه الذي ابتُليَ به كان طارئاً ثم لم يلبَثْ أنْ عُوفي منه، فالإمامُ زينُ العابدين (ع) وإنْ كان هو أجدرَ مَن حضر كربلاء بمقامِ الجهاد بين يدي الحسين (ع) إلا أنَّ عنايةَ الله عزَّ وجلَّ اقتضت ادِّخاره لِما هو أبقى للدِّين وأمضى أثرًا في تخليد نهضة الحسين الشهيد (ع).

حول ثورة المدينة المعروفة بواقعة الحرَّة

المحور الثاني: حول ثورة المدينة المعروفة بواقعة الحرَّة والتي وقعت في مدينة الرسول (ص) بعد مقتل الحسين (ع) بسنتين يعني بالتحديد في نهاية ذي الحجَّة من العام الثالث والستين من الهجرة.

والمعروف بين المؤرِّخين أنَّ الإمام زين العابدين (ع) لم يُشارك في هذه الثورة رغم أنَّه كان حين قيامِها والإعداد لها حاضراً في المدينة، نعم لم يُؤثَر عنه أنَّه عارضَها أو انتقدَها، فلماذا نئى الإمامُ (ع) بنفسِه عن المشاركة في هذه الثورة رغم أنَّها كانت ضدَّ يزيدَ والنظامِ الأموي الذي قتل الحسينَ (ع)؟

وقبل الإجابة عن ذلك أرى أنْ استعرضَ إجمالاً منشأَ قيام هذه الثورة وما تمخَّض عنها من أحداث.

مبدأ نشوء ثورة المدينة ودوافعها:

فمبدأُ نشوئها أنَّ والي المدينة وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان اختار عدداً من أعيان المدينة ليفِدوا على يزيد بن معاوية في الشام، فكانَ منهم عبدُ الله بن حنظلة غسيلُ الملائكة الأنصاري، وعبدُ الله بن أبي عمرو المخزومي، والمنذرُ بن الزبير وآخرونَ من أشراف المدينة، فوفدوا على يزيد في الشام -كما في تاريخ الطبري وغيره- فأكرمَهم وأحسنَ إليهم وأعظم جوائزهم فأعطى عبد الله بن حنظلة وكان شريفاً فاضلاً عابداً سيداً مائة ألف درهم، وكان معه ثمانيةٌ من أبنائه فأعطى كلَّ ولد عشرةَ آلافٍ سوى كسوتهم وحملانهم، وكذلك أعطى بقيَّة من كان في الوفد من أشراف المدينة، فلمَّا رجعوا إلى المدينة أظهروا شتمَ يزيدَ وعيبَه، وقالوا: قدمنا من عند رجلٍ ليس له دين يشربُ الخمر ويضربُ بالطنابير ويعزف عنده القيانُ ويلعبُ بالكلاب ويسمرُ عنده الخراب والفتيان ! وإنا نُشهدُكم أنَّا خلعناه! وقام عبدُ الله بن حنظلة الغسيل، فقال: جئتُكم من عند رجلٍ لو لم أجد إلا بنيَّ هؤلاءِ لجاهدتُه بهم، قالوا: قد بلَغنا أنَّه أجداك وأعطاك وأكرمَك، قال: قد فعلَ، وما قبلتُ منه عطاءَه الا لأتقوَّى به، فخلعَه الناسُ وبايعوا عبدَ الله بن حنظلة على خلعِ يزيد وولَّوه عليهم(2).

وقال الذهبي في تاريخ الاسلام: اجتمعوا -أهل المدينة- على عبد الله بن حنظلة وبايعهم على الموت، قال: يا قوم اتقوا الله فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء إنَّه رجلٌ ينكح أمهات الأولاد .. ويشرب الخمر ويدعُ الصلاة(3). وقيل بايع الأنصارُ عبد الله بن حنظلة الغسيل وبايع المهاجرونَ وأبناؤهم عبد الله بن مطيع العدوي(4) أحد كبار رجال عبد الله بن الزبير الذي كان حينها في مكة.

ولمَّا بلغ يزيدَ أنَّ أهل المدينة قد خلعوه ونقضوا بيعتَه وعقدوا العزمَ على حربه عبَّأ لهم جيشاً قِوامه عشرةُ آلاف أو اثنا عشر ألفاً أو يزيد أو ينقص حسب اختلاف نصوص المؤرِّخين وأمَّر على جيشه مسلمَ بنَ عقبةَ المرِّي وأمره بالمسير إلى المدينة وقتالِ أهلها فإذا تمكَّن منهم فالسيف السيف، وأمره بإباحتِها لجنده ثلاثة أيام يفعلون بأهلِها ما يشاؤون، فإذا انقضت الثلاثةُ أيام فعليه أنْ يكفَّ عنهم ويدعوهم إلى بيعتِه على أنَّهم خَوَلٌ وعبيدٌ ليزيد فمَن أبى ضُربت عنقُه صبراً وبعد أن يفرغ من المدينة يسير إلى مكة الشريفة لقتال عبد الله بن الزبير(5).

اجتياح المدينة والعظائم التي ارتكبها جيش يزيد:

وهذا هو ما وقع، فقد سار مسلم بن عقبة المرِّي بجيش الشام وبعد وصوله للمدينة قاتله أهلُها أو جمعٌ منهم، وصمد له عبدُ الله الغسيل وأبناؤه حتى قُتلوا عن آخرهم، وقُتل كذلك غيرهم، ولاذ الكثير منهم بالفرار، فأخذ جيشُ الشام يتتبع الفارِّين فمَن ظفروا به قتلوه، وبعد أنْ تمَّ الاجتياح والهيمنة على مدينة الرسول (ص) أباح مسلمُ بن عقبة القائد الأموي إنفاذاً لأوامر يزيد أباح لجيشه المدينةَ ثلاثة أيام ففعلوا بها العظائم من القتل الذريع والسلب والنهب والتخريب واقتحام البيوت والاعتداء على النساء، "فلم يبق بها -كما في تاريخ اليعقوبي- كثيرُ أحد إلا قتل، وأباح -المدينة- حتى ولدت الأبكار لا يُعرف من أولدهن".

و"قتل يوم الحرَّة -كما في البداية والنهاية لابن كثير- سبعمائة رجل من حملة القرآن، قال: وقُتل بشرٌ كثير حتى كاد لا يُفلت أحدٌ من أهلها، ووقعوا على النساء، حتى قيل: إنَّه حبلت ألفُ امرأة في تلك الأيام من غير زوج، وقال ابنُ كثير في البداية والنهاية: وروي عن هشام بن حسان أنَّه قال وكذلك قال غيرُه: ولدت ألفُ امرأةٍ من أهل المدينة بعد وقعةِ الحرَّة من غير زوج، وروي عن الزهري أنَّه قال: كان القتلى سبعمائة من وجوه المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي، وممَّن لا أعرف من حُرٍّ أو عبدٍ وغيرهم عشرةُ آلاف(6).

وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي قال: وكانت وقعة الحَرَّة بباب طيبة قُتل فيها خلقٌ من الصحابة ومن غيرهم ونُهبت المدينة وافتُضَّ فيها ألفُ عذراء"(7).

وخاض الناس في الدماء حتى وصلت إلى الروضة الشريفة، بعد أن التجأ الناس إلى الحجرة التي فيها قبرُ الرسول (ص)- أملاً في أنْ يردع ذلك جيشَ يزيد عنهم، فالتجأوا إلى حجرة الرسول (ص) وإلى منبره، وإلى الرَّوضة، فقُتِلوا في روضة الرسول(ص)، وفي حجرته، وعلى منبره. وأقحم مسلم بن عقبة -قائد الجيش الأموي- الجمال والخيول قبر رسول الله (ص)، حتى راثت خيولُه وجمالُه وبالت عند القبر المقدَّس واصطبغتْ جدرانُ المسجدِ النبويِّ الشريف وأفنيتُه بدماء الناس، وعاثَ الجيشُ الأموي فساداً في طولِ المدينة وعَرضِها(8).

وبعد أن بسط الجيشُ الأمويُّ هيمنته الكاملة على مدينة الرسول (ص) جلسَ مسلمُ بن عقبة المرِّي للناس ودعاهم -كما في تاريخ الطبري وعامة كتب المؤرخين- إلى تجديد البيعة ليزيد على أنَّهم خول وعبيدٌ ليزيد يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء، فمَن بايع على أنَّه عبد ليزيد وإلا ضُربت عنقُه صبراً لذلك قُتل الكثير ممَّن قبِل بأنْ يبايع على كتاب الله وسنَّة رسولِه (ص) وسيرةِ الشيخين لكنَّه رفض أنْ يبايع على أنَّه عبدٌ ليزيد ونجى كلُّ من بايع على أنَّه عبدٌ ليزيد(9).

والجدير بالذكر أنَّ هذا الإجراء قد استُثني منه -كما نصَّ على ذلك المؤرِّخون- الإمامُ زينُ العابدين (ع) التزاماً بتوصيَّة يزيد بن معاوية، فقد أوصى بعدم التعرُّض للإمام زين العابدين (ع). وقد احتاط الإمامُ (ع) لأسرته فأخرجهنَّ إلى منطقة ينبع قبل وصول الجيش الأموي إلى المدينة، وبقي وعامَّةُ بني عبد المطلب ملتزمين بيوتهم(10).

وبعد هذا الاستعراض المُجمل لواقعة الحرَّة نُشير إلى منشأ عدم مشاركة الإمام (ع) للثوار، وذلك يتَّضح من خلال الملاحظة لعددٍ من الأمور.

الأمر الأول: هو أنَّ الهدف الذي أعلنَ عنه قادةُ الثورة من ثورتِهم هو خلعُ يزيد ونقضُ بيعتِه لأنَّه يشربُ الخمر، ولا يصلِّي واستبدالُه برجلٍ آخر يصلِّي ولا يشرب الخمر، فلم يرد في شيءٍ من أدبياتهم أنَّه رجلٌ ظالم عسوفٌ مستأثِر معطِّلٌ لحدود الله يعملُ في عباد الله بالإثم والعدوان وقد تسلَّط عليهم دون وجهِ حقٍّ، بل لم يردْ في أدبياتهم أنَّه قتل الحسين (ع) سبطِ رسول الله (ص) وسيِّدِ شبابِ أهل الجنَّة.

الأمر الثاني: إنَّ المحرِّضين المؤثِّرين على ثورة المدينة وخلع يزيد هم رجال عبد الله بن الزبير أمثال المنذر بن الزبير وعبد الله بن مطيع العدوي وغيرهما، وهؤلاء كانوا يبتغون من وراء خلع يزيد وطردِ الأمويين من المدينة التمهيدَ لبسط الهيمنة على المدينة ومكة وعموم الحجاز وإعلان عبد الله بن الزبير خليفةً على المسلمين. ولم تكن هذه الغاية سرَّا يجهلُها ذوو الرأي من أبناء المدينة، فهي طافحةٌ في كلماتهم يقفُ عليها المتابِعُ بيسر. 

ولهذا استُبعد الإمام زين العابدين (ع) وعامَّةُ بني هاشم فلم يُستشاروا في أصل قيام الثورة، ولا في تفاصيل الإعدادِ لها، ولا في كيفيَّةِ التعاطي مع مجريات الأحداث التي وقعت قبلَ وحينَ قيام الثورة، وذلك لإدراكهم أنَّ الإمامَ زين العابدين (ع) وعمومَ بني هاشم لا يرتضون عبدَ الله بن الزبير، وإدراكِهم أنَّ الإمام زين العابدين وعموم بني هاشم على درايةٍ كاملة أنَّ مآل الأمور لو نجحت الثورةُ هو استلام عبدِ الله بن الزبير لمقاليد الخلافة.

الأمر الثالث: إنَّ ابن الزبير لم يكن أقلَّ سوءً من يزيد سوى أنَّه كان يصلِّي ولا يشربُ الخمر، وقد وصفَه أميرُ المؤمنين (ع) كما في نهج البلاغة بأنَّه: "خبٌّ ضب، يروم أمراً ولا يُدركُه، ينصبُ حبالةَ الدين لاصطياد الدنيا، وهو بعدُ مصلوبُ قريش"(11) وقد تجلَّى واقعُ هذا الرجل بمجرَّد هيمنتِه على الحجاز بعد موت يزيد من قسْرِ الناس على بيعته بالقهر والغلبة وسفك الدمِ الحرام حتى أنَّ مصعب بن الزبير كان يُسمِّي نفسَه بالجزَّار كما في تاريخ الطبري(12).

وكان في طليعة من أراد عبدُ الله بن الزبير قسْرَهم على البيعة له بنو هاشم، وحين رفضوا مبايعتَه حاصرهم في موضعٍ من مكة وتوعَّدهم بالإحراق وضربَ لهم أجلاً، فلولا تدخلُ المختار الثقفي (رحمه الله) وإنقاذُهم بالقوَّة من قبضته لأحرقهم دون تأثُّم(13) وروى عمر بن شبه وابن الكلبي والواقدي وغيرُهم من رواة السير أنَّ عبدالله بن الزبير مكثَ أيام ادِّعائه الخلافة أربعينَ جمعة لا يُصلِّي فيها على النبيِّ (ص) وقال: "لا يمنعني مِن ذكره إلا أنْ تشمخَ رجالٌ بأنافها". وفي رواية محمد بن حبيب وأبى عبيدة معمَّر بن المثنى أنَّه قال مبرِّراً عدم صلاته على النبيِّ (ص) في خطبة الجمعة: "أنَّ له أُهيل سوء ينغضون رؤوسَهم عند ذكره"(14). فهو لا يُصلَّي على النبيِّ (ص) حتى لا يفتخرَ -بحسبِ زعمِه- أهلُ البيت (ع) بذلك، ويُعبِّر عن أهل البيت (ع) بانَّهم اُهيل سوء، وقد أذهب اللهُ عنهم الرجسَ وطهَّرهم تطهيرا". وكان ينال من عليٍّ أميرِ المؤمنين (ع) ويتنقَّصُه مِن على المنبر كما يفعلُ الأمويون.

وممَّا ذكرناه يتبيَّن منشأ عدم مشاركة الإمام (ع) في ثورة المدينة فهي ثورة كانت غايتُها أو نتيجتُها استبدال دولةٍ ظالمة مستبدةٍ بأخرى لا تقلُّ عنها سوءً وتعسفاً وظلماً، ورغم عدم مشاركة الإمام (ع) في الثورة إلا أنَّه عمل جاهداً على مواساة الضحايا بأمواله ووجاهته، واستفرغ وسعه في مؤازرتهم على تجاوز آثار الجرائم البشعة التي ارتكبها جيشُ الشام.

اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد، واغفر لعبادك المؤمنين.

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / وَالْعَصْرِ / إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ / إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾(15).

والحمد لله ربِّ العالمين

 

خطبة الجمعة - الشيخ محمد صنقور

26 من محرم الحرام 1446هـ - الموافق 2 اغسطس 2024م

جامع الإمام الصّادق (عليه السلام) - الدّراز


1- الغيبة -الطوسي- ص239، دلائل الإمامة -ابن جرير الطبري- ص501، الخرائج والجرائح -الراوندي- ج1 / ص466.

2- تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص368، الكامل في التاريخ -ابن الأثير- ج4 / ص103، البداية والنهاية -ابن كثير الدمشقي- ج8 / ص236، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك -ابن الجوزي- ج6 / ص7.

3- تاريخ الإسلام -الذهبي- ج5 / ص27، الطبقات -ابن سعد- ج5 / ص66، تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج27 / ص429، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك -ابن الجوزي- ج6 / ص19.

4- الأخبار الطوال -ابن قتيبة الدينوري- ص265، تاريخ خليفة بن خياط ص181، التنبيه والأشراف -المسعودي- ص264.

5- أنساب الأشراف -البلاذري- ج5 / ص322، تاريخ اليعقوبي- ج2 / ص250، تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص371، مروج الذهب -المسعودي- ج3 / ص69، المعارف -ابن قتيبة- ص351، اسد الغابة -ابن الأثير- ج3 / ص147، تاريخ خليفة بن خياط ص182، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك -ابن الجوزي- ج6 / ص15، وغيرهم.

6- البداية والنهاية -ابن كثير الدمشقي- ج6 / ص262.

7- تاريخ الخلفاء -جلال الدين السيوطي- ص228

8- السيرة الحلبية -الحلبي- ج1 / ص268، ينابيع المودة -القندوري- ج3 / ص35، فيض القدير -المناوي- ج1 / ص58، منهاج الكرامة -العلامة الحلِّي- ص83، تذكرة الخواص ص289.

9- لاحظ المصادر السابقة

10- تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص379، الطبقات الكبرى -ابن سعد- ج5 / ص215، سير أعلام النبلاء -الذهبي- ج3 / ص325.

11- شرح نهج البلاغة -ابن أبي الحديد- ج7 / ص48.

12- تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص558، أنساب الأشراف -البلاذري- ج7 / ص18، البداية والنهاية -ابن كثير- ج8 / ص316

13- تاريخ اليعقوبي -اليعقوبي- ج2 / ص261، تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص544، الكامل في التاريخ -ابن الأثير- ج4/ 253، شرح نهج البلاغة -ابن أبي الحديد- ج20 / ص146، تاريخ الإسلام -الذهبي- ج6 / ص186.

14- أنساب الأشراف -البلاذري- ج3 / ص291، ج5 / ص317، ج7 / ص133، شرح نهج البلاغة -ابن أبي الحديد- ج4 / ص62.

15- سورة العصر.