كيفيَّة صلاة الغُفيلة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما هي صلاة الغفيلة؟ وما المقصود بالغفيلة؟ وما هي كيفيَّة أدائها؟

الجواب:

صلاة الغُفيلة من النوافل غير الرواتب، ووقتُها في الساعة الأولى من الليل بين فريضتي المغرب والعشاء، وهي ركعتان يقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الحمد: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾(1).

ويقرأ في الركعة الثانية بعد سورة الحمد: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾(2).

وبعدها يقنت ويقول في قنوته:

"اللهمَّ إنِّي أسألُك بمفاتحِ الغيب التي لا يعلمُها إلا أنت أنْ تصلِّيَ على محمدٍ وآل محمد" -ثم يطلب حاجته- ويقول: "اللهمَّ أنتَ وليُّ نعمتي والقادرُ على طلبتي تعلمُ حاجتي فأسألُك بحقِّ محمدٍ وآل محمد عليه وعليهم السلام إلا قضيتَها لي"(3)، ثم يركع ويتم الصلاة.

وأمَّا منشأ التعبير عنها بصلاة الغفيلة فلأنَّ وقتها هو ساعة الغفلة كما ورد ذلك عن الرسول الكريم (ص) فقد جاء في كتاب العلل بسندٍ معتبر عن سماعة عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (ص): "تنفَّلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنَّهما تورثان دار الكرامة"، وفي خبر آخر: "دار السلام وهي الجنَّة". وساعة الغفلة ما بين المغرب والعشاء الآخرة(4).

وروى الصدوق في الفقيه عن الباقر (ع) قال: "إنَّ إبليس إنَّما يبثُّ جنوده جنود الليل حين تغيبُ الشمس إلى حين مغيب الشفَق ويبثُّ جنود النهار من حين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وذكر أنَّ النبي (ص) كان يقول: "أكثروا ذكر الله تعالى في هاتين الساعتين، وتعوَّذوا بالله عزَّ وجل من شرِّ إبليس وجنودِه وعوِّذوا صغاركم في هاتين الساعتين فإنَّهما ساعتا غفلة"(5).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الأنبياء / 88.

2- سورة الأنعام / 59.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج8 / ص121.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج8 / ص120.

5- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج6 / ص497.