التَّعرّي أثناء النوم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما حكم النَّوم متعرِّيًا؟ وماذا يترتَّب على ذلك؟

الجواب:

ورد النَّهي عن ذلك في الرّوايات الواردة عن الرَّسول (ص) وأهل بيته (ع). فقد روى الصَّدوق بسنده عن الإمام الصَّادق (ع) قال: "نهى رسولُ الله (ص) عن التَّعرِّي بالليل والنَّهار"(1). ومقتضى الإطلاق هو مرجوحيَّته حال النوم وغيرها من الأحوال إلا ما استُثني.

ومما ورد في ذلك مارواه الشيخ الطوسي في التهذيب بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المومنين (ع) قال: "إذا تعرَّي أحدُكم نظر اليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا"(2).

وروى الصدوق في (الخصال) باسناده عن عليٍّ (ع) -في حديث الاربعمائه- قال: "إذا تعرَّي الرجل نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل أنْ يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم"(3).

والمراد ظاهراً من طمع الشيطان فيه، هو أن حالة التعرِّي من الحالات التي تكون فيها النفس أكثر تهيئاً لوساوس الشيطان وتسويلاته فإن للهيئة التي يكون عليها الإنسان إنعكاساً واضحاً على نفسه، لذلك يجدُّ الشيطان حين يتعرَّى الإنسان في إغرائه طمعاً في إغوائه وإيقاعه في شرَكه.

وثمة منشأٌ للنهي عن التعرِّي أفادته بعضُ الروايات كالتي رُويت عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله (ص): "إنَّ الله ينهاكم عن التَّعرِّي، فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند ثلاث حاجات: الغائط، والجنابة، والغُسل"(4).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص23.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج2 / ص39.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص23.

4- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج56 / ص200.