معنى إبتذال ثوب الصَون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
روُي عن أبي عبدالله (ع) قال: "أدنى الإسراف هراقةُ فضل الإناء، وابتذال ثوب الصون، وإلقاء النوى"(1). مالمراد بثوب الصون؟
الجواب:
وردت روايات عديدة مفادها أنَّ إبتذال ثوب الصَون من الإسراف منها الرواية المذكورة.
ومنها: ما رواه الصدوق بسنده عن سليمان بن صالح قال: قلتُ لابي عبد الله (ع): ما أدنى ما يجئ من الاسراف؟ قال: "إبتذالك ثوب صونك، وإهراق فضل إنائك، وأكلك التمر ورميك بالنوي هاهنا وها هنا"(2).
ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن اسحاق بن عمار قال: "قلتُ لابي عبد الله (ع): يكون للمومن عشرة أقمصة؟ قال: نعم، قلت: عشرون؟ قال: نعم، قلتُ: ثلاثون؟ قال: نعم، ليس هذا من السرف، إنَّما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوبَ بِذلتك"(3).
والمراد من ثوب الصون هي الثياب التي تُلبس للتجمُّل واستقبال الناس والخروج إلى المجالس، ومعنى ابتذال هذه الثياب هو ارتداؤها حين العمل والخدمة بحيث تكون الثياب في مثل هذا الظرف في معرَض التلف والتعيُّب.
فمنشأ اعتبار ابتذال ثياب الصون من الإسراف هو أنَّ ثياب الصَون عادةً ما تكون غالية الثمن نسبَّياً، وارتداؤها حين العمل والخدمة يُعرِّضها للإتلاف السريع، وهذا بخلاف ما إذا اتخذ للعمل ثياباً خاصة تكون منخفضة الثمن أو تكون معدة لهذا النوع من العمل.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص51.
2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص51.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص22.