استحباب زيارة النساء للقبور

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما صحَّة ما يُقال من أنَّ المرأة عندما تؤدِّي أعمالاً للموتى في منزلها يكون أفضل من قصد القبور وزيارتها؟

الجواب:

الصحيح كما أفاد صاحب الجواهر وجمعٌ من الفقهاء رضوان الله عليهم هو استحباب زيارة النساء للقبور، ويتأكَّد الاستحباب يومي الاثنين والخميس من كلِّ اسبوع، وكذلك غداة كلِّ سبت رجاءً كما نصَّت على ذلك بعضُ الروايات.

منها: ما ورد بسندٍ معتبر عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعتُه يقول (ع): "عاشت فاطمة (ع) بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً لم تُرَ كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كلِّ جمعة مرتين الاثنين والخميس فتقول: هاهنا كان رسول الله (ص) وهاهنا كان المشركون"(1).

والمراد من قوله (ع): "في كلِّ جمعة" هو في كلِّ أسبوع.

ومنها: ما رواه الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عبد الله (ع) قال: "إنَّ فاطمة (ع) كانت تأتي قبور الشهداء في كلِّ غداة سبت، فتأتي قبر حمزة وتترحَّم عليه وتستغفر له"(2).

ولا منافاة بين الروايتين فلعلَّ السيدة فاطمة (ع) كانت تزور قبور الشهداء قبل وفاة الرسول (ص) كلَّ سبت، وأمَّا بعد وفاته فكانت تزورها كل يومي اِثنين وخميس.

ومنها: ما رواه في دعائم الإسلام عن أبي جعفر (ع) قال: "كانت فاطمة (ع) تزور قبر حمزة، وتقوم عليه، وكانت في كلِّ سبت تأتي قبور الشهداء مع نسوةٍ معها فيدعون ويستغفرون"(3).

هذا مضافاً إلى عمومات ما دلَّ على استحباب زيارة القبور، فإنَّ مقتضاها عدم الاختصاص بالرجال، نعم قد تُصبح زيارة القبور للنساء مكروهة إذا كانت متنافية مع كمال الستر والحشمة، ولعلَّ ذلك هو منشأ القول بالكراهة عند جمعٍ من الفقهاء كما يظهر ذلك من عبائر المحقق الحلِّي في المعتبر، وقد تكون زيارة النساء للقبور محرَّمة كما لو كانت مستلزمة للجزع أو هتك الستر.

والحمدلله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج3 / ص224.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج3 / ص224.

3- دعائم الإسلام -القاضي النعمان المغربي- ج1 / ص239.