أبو الخطاب وبدعه تأخير المغرب

المسألة:

قال أبو عبد الله الصادق (ع): "ملعون ملعون من أخر المغرب طلبًا لفضلها، وقيل له: إن أهل العراق يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم، فقال: هذا من عمل عدو الله أبي الخطاب"(1).

ما معنى هذا الحديث؟ أليس أداء الفريضة في أول وقتها هو الأفضل؟ ومن هو هذا أبو الخطاب؟

الجواب:

مفاد الرواية هو أنَّه لا يجوز تأخير فريضة المغرب عن أول وقتها وهو زوال الحمرة المشرقية إلى قبيل سقوط الشفق وذلك بقصد الإدراك لفضلها.

فإنَّ الوقت الفضيلي لفريضة المغرب هو أوَّل وقتها أي أنَّه يبدأ حين زوال الحمرة المشرقية، فتأخيرها وإنْ كان جائزاً ولكنَّ التأخير إذا كان بقصد الطلب لفضلها فهذا من التشريع المحرَّم حيث إنَّ من الثابت شرعاً أنَّ فضلها إنَّما هو في أول وقتها. وليس هو آخر الوقت أي قبيل سقوط الشفق.

ومنشأ هذا التشديد الوارد في الرواية هو أنَّ أبا الخطَّاب كان يزعم أنَّ وقت المغرب أو وقت فضيلتها يبدأ عند اشتباك النجوم أي بعد أنْ يذهب وقتٌ من الليل فتُظلم السماء وتظهر النجوم، وكان أبو الخطاب يُوهِم الناس أنَّ هذا هو مذهب أبي عبدالله الصادق (ع) فالإمام في الرواية كان بصدد تفنيد هذه الدعوى والتكذيب لها والتأكيد على أنَّ الوقت الفضيلي للمغرب يبدأ حين يبدأ وقتها وهو زوال الحمرة المشرقيَّة.

فالرواية مطابقة لما يُفتي به فقهاء الإمامية وهو أنَّ الوقت الفضيلي لفريضة المغرب هو أول وقتها وأنَّ تأخيرها طلباً لفضلها غير مشروع لأنَّ وقت فضلها هو أول الوقت أي عند زوال الحمرة المشرقية.

وأمَّا من هو أبو الخطاب فهو محمد بن مقلاص، ويقال له محمد بن أبي زينب، هذا الرجل كان من أصحاب الإمام الصادق (ع) وكان على ظاهر الاستقامة ثم انحرف وأخذ يكذب على الإمام الصادق (ع) وابتدع له مذهباً وصار له أتباع فتبرأ الإمام (ع) منه ولعَنه في مواضع عديدة، وقد وردت في ذمِّه روايات مستفيضة.

ومن الموارد التي كذب فيها على الإمام هي دعواه أنَّ فريضة المغرب تُؤخر إلى أنْ تشتبك النجوم، ومعنى ذلك أنَّ وقتها أو وقت فضيلتها يبدأ بعد أنْ يذهب وقتٌ من الليل وتُظلم السماء وتستبين النجوم، وهذا مناف لما هو ثابت عن أبي عبدالله وعموم أهل البيت (ع) أنَّ وقت المغرب يبدأ قبل ذلك.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج4 / ص188.