معنى قوله (ص): "أنت الإله القديم"

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

ورد في دعاءٍ عن الإمام الرضا (ع) في أوَّل يومٍ من شهر محرم الحرام: "اللهمَّ أنت الإلهُ القديم .."، فهل معنى "الإله القديم" هو نفس المعنى المذكور في الفلسفة أم ماذا؟

 

الجواب:

الدعاءُ مرويٌّ عن الإمام الرضا (ع) عن آبائه (ع) عن الرسول (ص) قال: كان رسولُ الله (ص) يصلِّي أوَّل يومٍ من المحرَّم ركعتين، فإذا فرغَ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلاثَ مرات: "اللهمَّ أنت الإلهُ القديم، وهذه سنةٌ جديدة فأسلُكْ فيها العصمةَ من الشيطان .."(1).

 

والمراد من القديم هو غيرُ المسبوق بالعدم، وذلك في مقابل المُحدَث وهو المسبوقُ بالعدم.

 

وبتعبيرٍ آخر: القديم هو الأزلي الذي لا مبدءَ لوجوده ولا أوليَّة لكينونته، إذ لو كان لوجوده تعالى أوليَّة لكان مقتضى ذلك أنَّه لم يكن ثم كان، غايته أنَّ أحداً لم يسبقه في الوجود وذلك معنى الحدوث المساوق للمسبوقيَّة بالعدم.

 

لذلك ورد في الدعاء المأثور في مصباح المتهجِّد: "سبحان الواحدِ الذي لا إله غيرُه القديم الذي لا بدءَ له الدائم الذي لا نفاذ له"(2).

 

وورد في الكافي بسنده عن ميمون البان قال: سمعتُ أبا عبد الله (ع) وقد سُئل عن الأول والآخر فقال (ع): "الأولُ لا عن أوَّلٍ قبله، ولا عن بدءٍ سبقَه، والآخرُ لا عن نهايةٍ كما يُعقل من صلة المخلوقين ولكن قديمٌ أوَّلٌ آخر لم يزل، ولا يزول بلا بدءٍ ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث، ولا يُحوَّل من حالٍ إلى حال، خالق كلِّ شيء"(3).

 

وروى أيضاً عن أبي الحسن الرضا (ع) انه قال: "اعلم علَّمك اللهُ الخير إنَّ الله تبارك وتعالى قديم، والقدمُ صفته التي دلَّت العاقلَ على أنَّه لا شيءً قبله ولا شيءَ معه في ديمومته .."(4).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج6  / ص379.

2- مصباح المتهجد -الشيخ الطوسي- / ص834.

3- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص116.

4- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 / ص120.