المراد من المسكين في مصرف الكفارة


المسألة:

ما هو المراد من المسكين الذي يكون يجب اطعامه في الكفار ككفارة الإفطار وغيرها؟

الجواب:

المراد من المسكين هو مطلق الفقير، فلا يُعتبر فيمَن يجب اطعامه في الكفارة أنْ يكون شديد الفقر، وذلك لأنَّ عنوان المسكين إذا ورد في الخطاب الشرعي منفرداً عن عنوان الفقير فإنَّ المراد منه هو مطلق الفقير كما هو مقتضى المدلول اللغوي الشامل لمَن كان فقره شديداً ومَن كان على حدِّ الفقر وإنْ لم يكن فقره شديداً، نعم إذا ورد عنوانا الفقير والمسكين في خطابٍ واحد كان المستظهَر من عنوان المسكين انَّه الشديد الفقر، لأنَّ اجتماع العنوانين في خطابٍ واحد يقتضي اختلافهما في المعنى كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾(1).

وأما حينما يرد عنوان المسكين وحده في الخطاب كما في قوله تعالى: ﴿فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾(2) فإنَّ مقتضى المدلول اللغوي والفهم العرفي هو انَّ المسكين هو الفقير، ويدلُّ على انَّ المراد من المسكين هو مطلق الفقير في كفارة الإطعام ما ورد في معتبرة اسحاق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيم (ع) عن إطعام عشرة مساكين أو إطعام ستين مسكيناً أيجمع ذلك لإنسان واحد يُعطاه؟ قال: "لا، ولكن يُعطي إنساناً إنساناً كما قال الله تعالى، قلت: فيُعطيه الرجل قرابته إنْ كانوا محتاجين؟ قال: نعم .."(3) فالرواية ظاهرة في اجزاء الإطعام في الكفارة لمطلق المحتاجين والذي معنى الفقر، هذا مضافاً إلى ان إجزاء الإطعام في الكفارة لمطلق الفقير أمر متسالمٌ عليه بين الفقهاء.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة التوبة / 60.

2- سورة المجادلة / 4.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 22 ص 387.