أكل التفاح الأخضر


المسألة:

1- في وصية النبي لعلي (عليهم السلام) قال: "يا علي تسعة أشياء تُورث النسيان: أكل التفاح الحامض .."(1).

2- عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (ع) قال: "أكل التفاح الحامض والكزبرة يورث النسيان"(2). هل نفهم من هاتين الروايتين كراهة أكل التفاح الأخضر في كل الأحوال؟

الجواب:

ليس في مثل هذه الروايات ظهورٌ في أكثر من الإرشاد إلى حسن الترك، وأما الكراهة الشرعيَّة فلا تُستفاد من مثلها.

على انَّ المُرشَد إليه في الروايتين ليس هو مرجوحيَّة التناول للتفاح الأخضر مطلقاً وإنَّما هو الإرشاد إلى مرجوحيَّة الإكثار من تناوله، وذلك بقرينة ما افادته الروايتان من الأثر المترتِّب على تناول التفاح الأخضر وهو النسيان، فإنَّ مثل هذا الأثر -لو كان ثابتاً- لا يترتب بمجرَّد الأكل، وإنَّما يترتَّب في فرض الإكثار، فإنَّ طبيعة مثل هذه الآثار لا تترتَّب إلا في فرض الإكثار، فتكون هذه قرينة على انَّ المُرشَد إليه في مثل هاتين الروايتين هو مرجوحيَّة الإكثار من أكل التفاح الحامض.

ثم انَّه ورد في الكافي للكليني بسنده عن درست، عن أبي عبد الله (ع) في حديث أنَّه رأى بين يديه تفاحاً أخضر قال: فقلتُ له: أتأكلُ من هذا والناس يكرهونه؟ فقال: وعكتُ في ليلتي هذه فبعثتُ فأُتيتُ به فأكلتُه، وهو يُقلع الحمًّى ويُسكِّن الحرارة"(3).

فمفاد هذه الرواية -لو تمَّت سنداً- هو انَّ تناول التفاح الحامض للتداوي من الحمَّى والحرارة غير مرجوح، وانَّ مرجوحيَّة الإكثار من أكل التفاح الحامض إنَّما تثبت في غير هذا الفرض.

هذا كله لو كانت الروايات الثلاث تامَّة سنداً إلا انَّها جميعاً ليست كذلك.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج 4 ص 361.

2- وسائل الشيعة ( آل البيت ) -الحر العاملي- ج 25 ص 163.

3- الكافي -الشيخ الكليني- ج 6 ص 356.