لم يكن الخضر (ع) أفضل من موسى (ع)


المسألة:

سؤالي متعلق بالمعتقد وهو كالتالي:

نحن معاشر الشيعة نقول لا يمكن ان يكون الفاضل مقدما على المفضول، بمعنى ان في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يوجد افضل منه في جميع النواحي.

 

فلماذا نجد في زمن نبي الله موسى افضلية العبد الصالح الخضر في علم البواطن على موسى مع أن موسى من الأنبياء اولو العزم ولم يكن له هذا العلم الغيبي الباطني فأين قاعدتنا نحن الشيعة في مثل هذه الحالة؟


الجواب:

لم يكن الخضرُ (ع) أفضلَ من نبيِّ الله موسى (ع) واختصاصُه بالعلمِ بالقضايا التي كلَّفه اللهُ بها أو بما هو أوسعُ منها لا يعني أفضليتَه على موسى (ع)، ولا يشترطُ في التقدُّم أن يكون المقدَّمُ أفضلَ من المقدَّم عليه من تمامِ النواحي كما ذكرتُم وإنَّما هو الأفضلُ بلحاظ المجموع، فهارونُ (ع) كان أفصحَ من موسى (ع) لساناً كما نصَّ القرآنُ على ذلك، ولكنَّ موسى كان أفضل منه في مجمل صفاتهِ وملكاتِه، فالأفضليةُ المصحِّحة للتقدُّم تكون بلحاظِ مجموعِ الصفاتِ والملكاتِ.

 

ثم إنَّ موسى (ع) لم يكن كما ذكرتم محروماً من العلم بالمغيبات مطلقاً بل هو مطلع على ما أطلعه الله عليه، غايته انَّه تعالى لم يطلعه بواسطة الوحي على ما أطلع عليه الخضر وأراد له أن يطلع عليها بواسطة الخضر لحكمةٍ أرادها جلَّ وعلا، ولعلَّ ما أطلعه الله لموسى (ع) من المغيبات لم يكن الخضر يعلم بها، ولعلها من السعة أكثر مما كان يعلم به الخضر (ع).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور