معنى قوله: (غذَّاه بنطفته)


المسألة:

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن إسحاق بن عمار قال: سألتُ أبا الحسن (عليه السلام) عن رجلٍ اشترى جارية حاملًا قد استبان حملُها فوطئها؟ قال: بئس ما صنع، فقلت: ما تقول فيها؟ قال: عزل عنها أم لا؟قلت: أجبني في الوجهين، قال: إنْ كان عزلَ عنها فليتقِ الله ولا يعد، وإنْ كان لم يعزل عنها فلا يبيع ذلك الولد ولا يُورِّثه ولكن يُعتقه ويجعل له شيئا من ماله يعيش به فإنَّه قد غذاه بنطفته".

 

ما هو المقصود بقوله: "غذَّاه بنطفته"؟


الجواب:

مفاد الرواية أنَّ الرجل لو اشترى أمةً فوجدها حبلى لم يجز له وطؤها ولكنَّه لو وطئها جهلًا أو عصيانًا فإنْ كان قد عزل عنها فليتقِ ولا يعودُ إلى وطئها حتى تضع حملها، وإن كان لم يعزل حين وطئه لها فعليه أيضًا أن لا يعود إلى وطئها إلى أن تضع حملها، وإذا وضعت حملها فليس له استرقاقه ولا بيعه بل يلزمه عتقه ويجعل له شيئًا من ماله يعتاش به لأنَّه قد غذَّاه بنطفته.

 

ومعنى أنَّه "غذاه بنطفته" هو أنَّه شارك في تنميته، فكانت نطفتُه جزءًا من الغذاء الذي يصلُ اليه من أمِّه، إذ إنَّ نطفة الرجل لها انعكاسٌ على صحَّة ونفسية الأم فيكون ذلك سببًا فيما تُفرزه من دمٍ يغتذي به الجنين، فلأنَّ نطفتَه قد ساهمت بهذه الطريقة في نمائه لذلك يحسُن منه أنْ يحتسب له شيئًا من ماله وأنْ يعتقه ولكن لا يجوز له أنْ ينسبه لنفسه لأنَّه لم يتخلَّق من مائه.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور