لا يظهر من الرواية أنَّ الإمام (ع) كان بصدد جعل الولاية المصطلحة للأم وإنَّما كان بصدد إثبات انتساب الولد إليها، بمعنى أنَّه لا ينتفي عنها بالملاعنة كما ينتفي عن أبيه، وليس هو لُغية كما هو ابن الزنا بل هو منتسِبٌ لأمِّه، فلها أنْ ترثَه وكذلك أقرباؤها، كما له أنْ يرثَها ويرثَ أقرباءها.

والظاهر أنَّ معنى قوله (ع): "ويكونُ أمرُه وشأنُه كلُّه إليها" هو أنَّ لها حقَّ حضانته ورعايته دون سواها، وأمَّا الولاية المصطلحة فنظراً لانتفاء ابن الملاعنة عن أبيه وانتفائه عن جدِّه لأبيه بالتبع لذلك تتعيَّن الولاية في الحاكم الشرعي استناداً للأدلَّة العامَّة، فللحاكم الشرعي أنْ يتصدَّى لها بنفسه وله أنْ يُكلِّف بها من يشاء بحسب ما يراه من المصلحة التي يراعى فيها الصغير.

والحمد لله ربِّ العالمين

الشيخ محمد صنقور