مسُّ جسد الميت قبل أن يبرد


المسألة:

لو قبَّل المكلَّف أو مسَّ جسد الميت بُعيد موته فهل يلزمه الغسل؟

الجواب:

إذا كان مسُّه أو تقبيله إيّاه قبل برده فلا غسل عليه وإنما يجب غسل مس الميت على المكلف إذا كان مُّسه إياه بعد أن يبرد وذلك لما ورد في الروايات كمعتبرة إسماعيل بن جابر قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) حين مات ابنه إسماعيل الأكبر فجعل يقبِّله وهو ميِّت، فقلت: جعلت فداك أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت ومن مسَّه فعليه الغسل؟ فقال (ع): أما بحرارته فلا بأس إنما ذاك إذا برد".

فالرواية صريحة في عدم وجوب الغسل عند مس الميت قبل أن يبرد نعم هي ليست صريحة في عدم وجوب الغسل فيما لو برد بعض جسد الميت دون البعض الآخر لذلك وقع هذا الفرض موردًا للبحث إلا أن الظاهر من الرواية هو عدم وجوب الغسل في الفرض المذكور أيضًا وذلك لأن الإمام أفاد بأن وجوب الغسل إنما هو في حالة برد الميت ونسبة البرد إلى الميت لا تصح إلا حينما يبرد كاملاً فلا يقال للميت الذي برد بعض جسده دون البعض الآخر أنه برد لذلك فالظاهر عدم وجوب الغسل في مسِّ الميت في فرض بقاء بعض جسده على حرارته.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور