بكاء النساء على الحسين (ع) بمسمع الرجال
المسألة:
هل يجوز للنساء الصراخ والعويل في المآتم والحسينيات على سيد الشهداء (عليه السلام) ويكون ذلك بشكل يصل صوتهم للرجال وذلك في حالة ما إذا كان المآتم للرجال والنساء؟
الجواب:
نعم يجوز ذلك وهو من أجلى مصاديق "واعية الحسين" الثابت استحباب إقامتها بمقتضى الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)، ومنها:
أ- في كامل الزيارات بالإسناد إلى عبد الله بن غالب، قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) فأنشدته مرثيَة في الحسين (ع)، فلما انتهيت إلى قولي: لبليـة تسقـوا حسينـاً بمسقاة الثرى غير التراب صاحت باكية من وراء الستر وا أبتاه.
ب- وروى الصدوق في الأمالي وثواب الأعمال، وابن قولويه، بأسانيد معتبرة عن أبي عمارة قال: قال لي أبو عبد الله (ع): "يا أبا عمارة، أنشدني في الحسين، فأنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فو الله ما زلت أنشده وهو يبكي، حتى سمعت البكاء من الدار، قال: فقال لي: يا أباعمارة من أنشد في الحسين بن علي (ع) فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة".
ج- وروى الصدوق في ثواب الأعمال بالإسناد إلى أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق (ع) فقال لي:"يا أبا هارون، أنشدني في الحسين (ع)، فأنشدته، فقال لي: أنشدني كما تنشدون يعني: بالرقة، قال: فأنشدته: أمرر على جدث الحسين فقل لا عظمـة الزكيَّـة قال: فبكى، ثم قال: زدني فأنشدته القصيدة الأخرى، قال: فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت، قال: يا أبا هارون، من أنشد في الحسين فبكى وأبكى عشرة كتبت لهم الجنة .. إلى أن قال: ومن ذُكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذبابة، كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة".
راجع مقال: مشروعيَّة النِّياحة على الإمامِ الحسين (ع)
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور