القنوات التي ترجم بالغيب


المسألة:

هناك قناة فضائية حيث تعرض في أحد برامجها شخص يقوم بدور المعالج بالقرآن الكريم حيث يتم الاتصال به من عدة دول ويتم إعطاءه اسم الشخص واسم والدته (المريض) ثم يقوم بعمل حسابات (لا يعلم المشاهد ما هي) ومن ثمّ يعقب بأنّه يرى هذا الشخص كذا وكذا (أي أنه مثلاً متوفق في حياته أو غير متوفق أو أنه سيمرض أو أنه معمول له سحر أو أنه سيرزق بمال .. إلخ)، ويعطي لكل سائل علاج كقراءة سورة معينة من القرآن الكريم أو كتابتها بماء الورد والزعفران ويدعو إلى كتابة بعض الآيات على الجسم، مثلا دعا أحد الأشخاص لكتابة أول آية من سورة مريم (كهيعص) على فخذه وأول آيتين من سورة الشورى على فخذه الآخر!.. مع العلم بأن هذا القناة لديها أكثر من برنامج وأكثر من شخص يقوم بهذا الدور! ما حكم مشاهدة هذه القناة أو الاتصال لهذا الشخص وسؤاله عن الرزق مستقبلا أو ما شابه؟ وهل يوجد أصلاً معالجة أو علم بهذه الطريقة؟


الجواب:

لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ويعلم الأنبياء والأئمّة (ع) بشيء من الغيب بتعليم من الله، وأما غيرهم فليس لهم حظٌّ من ذلك فكل ما يخبرون به لا يعدو الرجم بالغيب فهو تخرُّص وكذب لا ينبغي للمؤمن العاقل أن يعتمده ويعوِّل عليه وأمّا وصفهم العلاج بالقرآن فهو من الحبائل التي يصطادون بها ضعفاء العقول من الناس، فالإشكال ليس في العلاج بالقرآن وإنّما في ادعاء العلم بالغيب في تشخيص المرض أو غيره إذ ليس هناك ما يدل على أن مجرَّد معرفة اسم الشخص واسم أمّه يؤدِّي إلى معرفة أحوال ذلك الشخص والتّنبّؤ بمستقبله "سبحانك هذا بهتان عظيم".

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور