معنى الأَنفِحة وبيان حكمه


المسألة:

أرجو توضيح معنى الأَنفِحة وبيان حكمه من حيث جواز تناول الطعام المشتمل عليه أو عدم جوازه.


الجواب:

ثمّة أقوال ثلاثة ذكرت لمعنى الأَنفِحة:

 

الأوّل: انّه المادة الصفراء التي يستحيل عنها اللبن الذي يرتضعه الجدي أو السخل قبل ان يأكل، وهي المادة التي توضع في اللبن فيصبح جبنًا لذلك يُعبَّر عنها بالمادة المجبِّنة.

 

وبذلك تكون الأَنفِحة هي المظروف لبطن الجدي.

 

الثاني: انّه عبارة عن الظرف الذي تتكون فيه المادة الصفراء وهو الذي يصبح بعد تناول الجدي للعلف كرشًا، فحين ارتضاع الجدي للبن يسمى الوعاء -الذي يستقرُّ فيه اللبن ويصبح مادة صفراء- أنفِحة وحين يتغذى الجدي بعد ذلك على العلف يسمى ذلك الوعاء كرشًا.

 

الثالث: اّنه عبارة عن الظرف والمظروف، أي هو عبارة عن مجموع الوعاء والمادة الصفراء التي تستحيل عن اللبن.

 

والفقهاء وان لم يختلفوا في طهارة وحليّة الأَنفِحة تبعًا للروايات إلا أنهم اختلفوا فيما هي حقيقة الأَنفِحة والقدر المتيقن أو المناسب للاحتياط هو المظروف والذي هو المادة الصفراء المتكونة في بطن الجدي أو السخل والملتصقة بجداره الداخلي.

 

وما عدا ذلك يبقى على عموم الحرمة والنجاسة إذا كان من جدي غير مذكّى، أي أُحرز عدم تذكيته وجدانًا.

 

وبذلك تكون المادة الصفراء محكومة بالطهارة وان كانت متصلة وملتصقة بالجدار الداخلي للوعاء إما لكون الجدار الداخلي محكوم بالطهارة أيضًا أو انّه محكوم بالنجاسة إلا انَّ نجاسته لا تسري للمادة الصفراء، وذلك لاستظهار الملازمة بين الحكم بطهارة الأَنفِحة (المادة الصفراء) وعدم انفعالها بنجاسة الوعاء وإلا لم يكن للحكم باستثنائها من نجاسة الميتة أي أثر.

 

والحمد الله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور