أرجحية تقدم الأفضل لصلاة الجماعة


المسألة:

هل صحيح ان الصلاة وراء الشيخ ذات العلم الأكثر تزيد من الثواب؟

الجواب:

الوارد في بعض الروايات مرجوحية تقدم الأقل علماً إذا كان في الجماعة من هو أعلم منه، وليس المقصود هو مرجوحية تقدُّم الأقل علماً بالإضافة إلى مجموع العلماء وإنما هو بالإضافة إلى الجماعة التي يراد له أن يؤمها.

فمن هذه الروايات ما روي عن الرسول (ص) انه قال: "من أمَّ قوماً وفيهم مَن هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سَفال إلى يوم القيامة".

هذا بناء على استظهار إرادة الإمامة للجماعة من قوله: "أمَّ قوماً" وأما بناء على استظهار الرئاسة والقيادة فالرواية أجنبية عن الدعوى.

وأما مَن يترجَّح تقدمه لو دار الأمر بين أكثر من إمام في محلِّ واحد فقد ورد ان الأرجح هو تقدم الأفضل.

فمما ورد في ذلك هو ما روي عن الرسول (ص): "إمام القوم وافدهم فقدموا أفضلكم".

وروي عن الإمام علي (ع) أنه قال: "ان سرَّكم ان تزكوا صلاتكم فقدِّموا خياركم".

وروي بسندٍ معتبر عن جعفر بن محمد عن آبائه عن النبي (ص) قال: "إنَّ أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا مَن تُوفدون في دينكم وصلاتكم".

وروي بسندٍ معتبر عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: قلت أُصلّي خلف الأعمى؟ قال: نعم إذا كان له مَن يُسدِّده وكان أفضلهم".

وروي أيضاً بسند معتبر عن سماعة قال: سألته عن المملوك يؤم الناس؟، فقال: "لا إلا ان يكون هو أفقههم وأعلمهم".

فإذا كان الأرجح هو تقدُّم الأفضل فالصلاة خلف الأفضل تكون أكثر فضلاً وثواباً.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور