سبُّ الصحابة ليس من أخلاقنا


المسألة:

كثيرا ما نتعرض للمسألة من قبل السنة .. لماذا تسبُّون الصحابة؟ فيصعب علينا الردُّ بجوابٍ شافٍ .. لعدم كفاية المعلومات المتوافرة لدينا وعدم القدرة على اِقناع الطرف الآخر بأن أحقية الولاية كانت للإمام علي (ع).

ولدي تساؤل بهذا الخصوص: هل يجوز لنا سبُّ الصحابة؟

الجواب:

ليس من أخلاق الشيعة سبُّ أحدٍ من الناس فضلاً عن صحابة الرسول (ص) فإنَّ لهم كلَّ التقدير والاحترام.

نعم نحن نختلف عن أبناء السنة من جهة أنَّهم يقولون بعدالة كلِّ الصحابة، أمَّا نحن فنقول إنَّهم كسائر الناس فيهم العدول بل فيهم مَن بلغ أعلى مراتب العدالة، وفيهم غير العدول ، وفيهم من ارتكب الكبائر مثل الكذب كالصحابي الذي نزلت فيه هذه الآية المباركة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾(1){}.

وفيهم مَن لعنهم القرآن الكريم كما في قوله: ﴿لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا / مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾(2) وفيهم مَن اتَّهم بعض زوجات النبيِّ (ص) إفكاً وبهتاناً فنزل القرآن بتوبيخهم وتقريعهم فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾(3).

فالصحابة ليسوا على درجةٍ واحدة من الإيمان والتقوى والالتزام بأحكام الدين، هذا كلُّ ما يقوله الشيعة في حقِّ الصحابة، وأمّا السبُّ فهو ليس من أخلاقهم، وإذا كان قد صدر من بعضهم فهم من العامَّة، وأمَّا العلماء فإنَّهم لا يقبلون بذلك.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- سورة الحجرات / 6.

2- سورة الأحزاب / 60-61.

3- سورة النور / 11.