روي ان ابليس يحبُّ عليًا؟!


المسألة:

وردت هناك روايتان في علل الشرائع 1/210 وفي الأنوار النعمانية 2/168 مفادهما أن إبليس عليه لعنة الله يحب الإمام علي (عليه السلام) بل هما صريحتان في ذلك فهل هما صحيحتان سندا؟ وهل هم مضمونهما صحيح؟


الجواب:

الذي اشتمل من الروايتين على التصريح بحبِّ ابليس لعليٍّ (ع) هي الرواية الثانية، والمروية عن سلمان الفارسي وعلى أي تقدير فإن كلاهما ضعيف السند.

 

فالمرويَّةُ عن سلمان الفارسي فيها إرسال مضافًا إلى اشتمالها على العديد من المهملين مثل عمير بن مرداس الدوانقي وجعفر بن بشير المكي، وكذلك هي المروية عن جابر بن عبد الله الأنصاري فإنَّ سندها اشتمل على مثل عمرو بن منصور وهو مهمل ويعقوب بن إسحاق وهو مهمل أيضًا.

 

وأما مضامين الروايتين فليس في أكثرها إشكال بل هي مطابقة لما ورد من الروايات المعتبرة، نعم الإشكال في الرواية المنسوبة لسلمان الفارسي هو اشتمالها على دعوى ابليس انَّه يُحبُّ عليًا (ع) حيث ورد فيها انَّه قال: (ما انا من هو إليه ولا من شيعته ولكني اُحبُّه).

 

فالمدَّعي لحبِّ عليٍّ هو ابليس ولا محذور في انَّ يدَّعي ذلك كاذبًا، فالرواية لم تكن بصدد تصحيح دعوى ابليس وإنما هي بصدد نقل كلامه، ونقل كلامه لا يعني تصديقه فيما ادَّعى.

 

بل لا بدَّ من تكذيبه في دعواه الحبَّ لعليٍّ (ع) وذلك لما ثبث عندنا انَّ عليًا لا يُحبُّه إلا مؤمن.

 

وقد روى الفريقان عند بريدة وغيره انَّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع): "فوالله لا يبغضك مؤمن ولا يُحبُّك كافر" وابليس هو رأس الكفر وأصله.

 

فدعواه انَّه يُحبُّ عليًا مثل دعواه انَّه يخاف الله كما حكى عنه القرآن ذلك في قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور