الزوج الصالح


المسألة:

أنا فتاة اكملت دراستني الجامعية والحمد لله اعمل مدّرسة في احدى المدارس الحكومية .. مشكلتي تتلخص في انه يتقدم لخطبتي الكثير ولكني دائما ارفض ودائما تكون لدي اسبابي فجزء كبير ممن تقدم لي هناك فارق في التعليم بيني وبينهم واقصد هنا فارق كبير مثل ان يكون الشخص لم يكمل حتى تعليمه الاعدادي او الثانوي.

اما الجزء الاخر ممن يتقدم لي واواصل معهم في الموضوع. فانا بعد فترة انصدم بشيء فيهم يجعلني اتراجع عن الموضوع واقصد هنا اما ان انصدم بشخصية المتقدم في المقابلة او انصدم بمعلومات عنهم اثناء السؤال عنهم. واذا استخدمت لفظة الصدمة في تعبيري فلا تعتقد اني ابالغ لانها فعلا صدمات وليست اقل من ذلك لدرجة انني اصبحت اخشى ان ادخل في اي موضوع لانني اقول في نفسي ما هي الصدمة الجديدة هذة المرة؟

لان تراكمات المواضيع السابقة اثرت علي لدرجة كبيرة وكرّهتني في الحياة واصبح اليأس والاحباط يراودني يوم بعد يوم, فمن ناحية اريد ان اتزوج واكوّن عائلة وارضي أمي التي ارى في عينيها الحزن كلما فشل موضوع يخصني، ومن ناحية اخرى فانا احس باليأس لاني لم اجد الشخص المناسب و دائما انصدم بواقع كتب علي ان اراه مع كل موضوع خطبة، فماذا تنصحوني؟

الجواب:

يبدو أن منشأ المشكلة أحد أمرين أو كلاهما معاً:

الأول: هو انك امرأة مثالية تبحثين عما يصعب نواله وقد رسمت في مخيلتك رجلاً واجداً لكلِّ الكمالات وأخذت تنتظرين قدومه ولعله لن يأتي.

الأمر الثاني: هو الشعور بالتميُّز والتفوق والاستعلاء وهو ما ينتج استصغار الكثير ممن يتقدّم لك نظراً لافتقاره لبعض الصفات التي تتوهمين أنها ملاك الكفاءة.

وإذا كان ما ذكرناه صحيحاً فإن فرصة الزواج سوف تكون محدودة، فعلاج المشكلة هو البحث عن جذورها في نفسك، وأما الشعور باليأس والإحباط فهو نتيجة طبيعية للإخفاق فيما تطمحين إليه.

نصيحتي يا ابنتي أن تتخلّي عن غلوائك وطموحك الجامح وأن تدركي أن الكمال لايكاد يتفق لأحد. واعلمي أن الزوج الصالح بنظر العقلاء ونظر الإسلام هو الرجل الخلوق العاقل المتدين.

إذا تغير نسق تفكيرك فسوف ينتفي عنك الشعور بالإحباط واليأس وعندئذٍ ستسألين الله عز وجل التوفيق للزواج الناجح وسوف تتوفقين لذلك بحول الله وقوته ومنِّه.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور