الوجه في اعتبار الاتحاد في جزء من الليل


المسألة:

ذكر السيد الخوئي دليلين مستقلين بحسب الظاهر على عدم اشتراط وحدة الأفق في ثبوت الهلال، ومقتضى كلامه لزوم ثبوت الهلال في أي بقة من الأرض عند رؤيته في أي بقة منها من دون أي شرط، فما هو وجه اشتراطه الاشتراك في جزء من الليل بين البلدين؟

الجواب:

يتضح منشأ اِعتبار الاتِّحاد في جزءٍ من الليل عند ملاحظة أنَّ الهلال إذا رُؤي في بلدٍ فإنَّ البلاد التى لا تتحد مع بلد الرؤية ولو في جزءٍ من الليل تكون في النهار السابق وإنَّ ليلها بعدُ لم ياتِ فلو حكمنا بدخول الشهر عندها فإنَّ معنى ذلك أنَّ الشهر قد دخل من بداية نهارها، وهذا غير ممكن إذ أنَّ مقتضاه أنْ يكون شهرها قد بدأ قبل البلد الذي رُؤي فيه الهلال,

ولو حكمنا أنَّ شهرها يبدأ من حين رؤية الهلال في تلك البلد الذي لا تتحد معه في جزءٍ من الليل فإنَّ معنى ذلك أنَّ بداية الشهر لهذه البلاد يبدأ في منتصف النهار مثلاً أو آخره ففي الساعات الاوُلى من النهار تكون في شهرٍ وتكون في الساعات اللاحقة للنهار في شهرٍ آخر والحال أن بداية كلِّ شهر تكون ببداية النهار لا وسطه ولا آخره.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور