التركيز على تأصيل النهج الحسيني في قصائد الموكب
المسألة:
لا يخفى عليكم ما تمرُّ به البلاد من أزمة سياسية دفعت ببعض الشعراء والرواديد للخوض في السياسة ودهاليزها في مرثياتهم، ما موقفكم من تسييس الرثاء بشكل عام وفي عشرة محرم على وجه الخصوص
الجواب:
إنَّ الأجدر بالتناول في المراثي العزائيَّة هو الشأن الحسيني، ذلك لأنَّه الأكثر تأثيراً في إلهاب المشاعر وشحذ الهمم والإصرار على المطالبة بالحقوق والثبات في مواجهة الصعاب، فحين تستعرض مراثي العزاء قضيةَ الحسين (ع) في منطلقاتها وأهدافها وظروفها ومبادئها وقيمها ومآسيها فإنَّ ذلك أبلغ أثراً في معالجة قضايانا، هذا مضافاً إلى انَّ في ذلك ضماناً عن الشطوط عن خطِّ الحسين (ع) في ظلِّ التعقيدات السياسية التي يشوبها العديد من الأفكار والرؤى الواقعة في غير صراط الحسين (ع).
إنَّ مسئوليةً تقع على عاتق الشعراء والرواديد هي التأصيل للنهج الحسيني الخالص، فالمأساة ينبغي ان تكون بلون العزة و الشموخ، والكفاحُ لنيل الحقوق يكون في إهاب العفاف الزينبي، والتضحيةُ تكون من أجل العدالة الألهية، والصبرُ إنَّما يكون على الأذى في جنب الله، والعلائقُ تكون على أساس الخلق الرفيع والإنصاف للناس من النفس، والرجاءُ يكون متعلِّقاً بالله تعالى، والإعتمادُ يكون على الله محضاً لا يشوبه أملٌ في مخلوق، ولا إنتظارٌ لمعونة مستكبر، ولا إستبشارٌ لكلمة حقٍ أراد منها باطلاً، هذا والغاية في كلِّ حِراكٍ يجب أنْ تنتهي إلى إعلاء كلمة الله في الأرض، والوسيلةُ تكون ضمن ضوابط الشرع الحنيف والعمل بالتكليف أيَّاً كانت وجهته وإلى أيِّ مصيرٍ يكون مآله ثم إنَّه ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن رضاً بقضائه لا معبود سواه.
تلك هي بعض ملامح النهج الحسيني التي يتحتَّم على الشعراء والرواديد تأصيلها في المراثي العزائيَّة.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور