﴿وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى﴾


المسألة:

انا شاب اعتدت على الزنى بالفتيات واصبحت مجنوناً بالزنى علماً بأني لا استطيع الزواج بحكم دراستي الجامعية، حاولت مقاومة رغبتي وشهوتي لكني لم استطع.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

لا أملك إلاّ أن أنقل لك ما ورد عن الرسول الكريم وأهل بيته (عليهم السلام) في عقوبة مرتكب فاحشة الزنا، وإنني أؤكد لك انك حتى لو تزوجت فإن هذه العادة القبيحة لن تتمكن من تركها إلاّ أن ترجع إلى الله وتتوب إليه وتتذكر أن عاقبة هذا الفعل الشنيع هو العار في الدنيا والعذاب الشديد يوم القيامة، فإنك إن رجعت فسوف تتمكن من الخلاص من هذه الموبقة العظيمة حتى لو لم تتزوج.

ولدي العزيز إني أشفق عليك مما أنت فيه فكأني بملائكة السماء تلعنك ليل نهار وكأني بملائكة العذاب تنتظر لحظة نزولك إلى قبرك لتصبَّ عليك من عذاب الله صبَّاً وحينها لاينفع الندم، خلاصك مما أنت فيه هو التوبة ثم الإرادة الصلبة المدعومة بتقوى الله والخشية منه.

قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾(1).

قال تعالى: ﴿الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾(2).

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، فإنه إذا فعل ذلك خلع عنه الإيمان كخلع القميص"(3).

روي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "إذا كثر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة"(4).

عن أبي حمزة قال: كنت عند عليّ بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد، انيّ مبتلى بالنساء فأزني يوما وأصوم يوما، يكون ذا كفارة لذا، فقال له عليّ بن الحسين (عليهما السلام): "انه ليس شيء أحب إلى الله عزّ وجلّ من أن يطاع فلا يعصى فلا تزن ولا تصم، فاجتذبه أبو جعفر (عليه السلام) إليه فأخذه بيده فقال: يا أبا زنة، تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة"(5).

وفي الحديث: "وإياك والزنا فانه يمحق البركة ويهلك الدين"(6).

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): "في الزنا خمس خصال: يذهب بماء الوجه، ويورث الفقر، وينقص العمر، ويسخط الرحمن ويخلد في النار، نعوذ بالله من النار"(7).

عن علي بن سالم قال: قال أبو إبراهيم (عليه السلام): "اتق الزنا فانه يمحق الرزق ويبطل الدين"(8).

عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: "للزاني ستّ خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، أمّا التي في الدنيا فيذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء، وأمّا التي في الاخرة فسخط الرب وسوء الحساب، والخلود في النار"(9).

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "الزنا يورث الفقر ويدع الديار بلاقع"(10).

عن أبي عبدالله (عليه السلام) إن الله أوحى إلى موسى (عليه السلام): "لا تزنوا فتزني نساؤكم، ومن وطأ فراش امرئ مسلم وطئ فراشه كما تدين تدان"(11).

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى موسى (عليه السلام): "لا تزني فاحجب عنك نور وجهي، وتغلق أبواب السماوات دون دعائك"(12).

عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث قال: "ان عيسى (عليه السلام) قال للحواريين: إن موسى أمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين، وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين قالوا: زدنا، قال: إن موسى أمركم أن لا تزنوا، وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا عن أن تزنوا، فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان، وإن لم يحترق البيت"(13).

عن زيد بن علي قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): :إذا كان يوم القيامة أهب الله ريحاً منتنة يتأذّى بها أهل الجمع حتى إذا همت ان تمسك بأنفاس الناس ناداهم مناد: هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟ فيقولون: لا، وقد آذتنا وبلغت منا كل مبلغ، قال: ثمّ يقال: هذه ريح فروج الزناة الذين لقوا الله بالزنا ثم لم يتوبوا فالعنوهم لعنهم الله، فلا يبقى في الموقف أحد إلاّ قال: اللهم العن الزناة"(14).

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- سورة الإسراء / 32.

2- سورة النور / 3.

3- الوسائل 1: 35.

4- الوسائل 20: 307.

5- الوسائل 20: 307.

6-  الوسائل 20: 308.

7-  الوسائل 20: 309

8- الوسائل 20: 309.

9- الوسائل 20: 309.

10- الوسائل 20: 310.

11- الوسائل 20: 313.

12- الوسائل 20: 313.

13- الوسائل 20: 319.

14- الوسائل 20: 322.