التبرك بآثار النبي (ص)


المسألة:

يذكر بعض السلفيين أن التبرك بآثار النبي (ص) وأهل بيته من الشرك بل أن التبرك بالنبي (ص) نفسه من الشرك لأن الله عز وجل هو النافع والضار دون غيره، فماذا تقولون؟

الجواب:

لامجال عندي لإفاضة الحديث حول هذه المسألة إلا أني سوف أنقل لكم بعض الروايات الواردة من طرق العامة وفي أصح كتبهم سنداً وستجدون أنها تعبِّر عن منافاة هذا القول مع ما هو ثابت عن النبي (ص) وما هو مسلِّم عند الصحابة.

1- روى البخاري في صحيحه ج1 ص147 وفي فتح الباري 10ص85 (أن الصحابة كانوا يتبركون بالإناء الذي شرب منه (ص)، قال أبو بردة: قال لي عبد الله بن سلام ألا أسقيك في قدح شرب النبي (ص)، فيه) أليس الإناء والقدح اللذان يتبرك بهما الصحابة من الطين فكيف ساغ للصحابة أن يلتمسوا البركة منهما لمجرد أن النبي الكريم (ص) كان قد شرب فيهما.

2- روى البخاري في صحيحه ج1 ص54 "أن الصحابة كانوا يتبركون بشعره (ص)، فروى أنس أن رسول الله (ص) كانوا يتبركون بشعره (ص)، فروى أنس أن رسول الله (ص) لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ شعره. والرؤية تعبِّر عن أن الصحابة كانت تتسابق على اقتناء شعر رسول الله (ص) للتبرك به.

3- روى البخاري في صحيحه ج1 ص59 في فتح الباري ج1 ص256 قال: ".. لما خرج علينا رسول الله (ص) بالهاجرة فأتى بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسحون به".

4- روى البخاري في صحيحه ج4 ص 188 "كان الصحابة يتبركون بيديه الشريفتين، فعن أبي جحيفة: خرج رسول الله (ص) بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين إلى أن قال: وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك.

5- روى مسلم في صحيحه ص1691 أنَّ الصحابة كانوا يأتون بصبيانهم إلى النبي (ص) للتبرك والتحنيك، قال: "أن رسول الله (ص) كان يؤتى إليه بالصبيان فيبارك عليهم ويحنكهم".

6- روى مسلم في صحيحه ج3 ص947 "أن رسول الله (ص) أتى منه، فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ثم قال للحلاق: خذ، وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس".

7- روى الحاكم في المستدرك "أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر، فأخذ برقبته، ثم قال: هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري، فقال: إني لم آتِ الحجر، وإنما جئت رسول الله (ص)، سمعت رسول الله (ص) يقول:"لاتبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن أبكوا على الدين إذ وليه غير أهله". مستدرك الصحيحين للحاكم ج5 ص115، ومجمع الزوائد ج4 باب وضع الوجه على قبر سيدنا رسول الله (ص) هذه بعض الروايات الصحيحة وهي كافية لمن أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور