لماذا يحرِّم السلفيُّون زيارة النساء للقبور


المسألة:

لماذا يحرِّم السلفيُّون زيارة النساء للقبور؟

الجواب:

الظاهر أن منشأ ذلك هو ما ورد في صحيح ابن ماجة أن رسول الله (ص) قال: "لعن الله زوّارات القبور" إلاّ أن هذا الحديث مُعارَض بما ورد عن الرسول (ص) في صحيح مسلم في باب ما يقال عند دخول القبور في الجزء الثالث وما ورد في السنن للنسائي ج3 عن عائشة أن النبي (ص) قال لها: "أمر ني ربي أن آتي البقيع فاستغفر لهم، قلت: كيف أقول يارسول الله (ص) قال:"قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين و المستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".

وورد في المستدرك على الصحيحين: "أن السيدة فاطمة الزهراء (ع) كانت تخرج إلى زيارة قبر عمها حمزة في كل جمعة أو أقلَّ من ذلك وكانت تصلي عند قبره وتبكي" ج1 ص277.

فالرواية صريحة في أن السيدة فاطمة كانت تداوم على زيارة قبر الحمزة فلو كان محرماً لذمّها رسول الله (ص) ولذمّها علي (ع).

وكذلك ورد في صحيح الترمذي ج4 في كتاب الجنائز باب ما جاء في زيارة القبور أن السيدة عائشة زوجة النبي (ص) لمّا جاءت إلى مكة خرجت لزيارة قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر وأنشدت بيتين من الشعر في رثائه. هذا بالإضافة إلى السيرة المتشرِّعيَّة من زمن الصحابة الى يومنا هذا والمعبِّرة عن تلقِّي جواز زيارة النساء للقبور عن الرسول الكريم (ص).

وأما الرواية الواردة في صحيح ابن ماجة فهي من رويات الآحاد التي لايصح التعويل عليها بعد أن كانت مُعارَضة بما هو أصحُّ منها سنداً وأكثر منها عدداً على أنها ساقطة عن الاعتبار لعدم العمل بها من قبل المشهور.

على أنَّ مقتضى القاعدة الأصوليّة هو حمل رواية ابن ماجة على الكراهة، وذلك لأنه إذا تعارض خبران فكان احدهما يقتضي النهي والآخر يقتضي الجواز فإن المُقدَّم منهما هو الخبر الدال على الجواز ويُحمل الخبر المقتضي للنهي على النهي الكراهتي.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور