المعروف بين الفقهاء تبعاً للروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أنَّ الوقت الموظَّف لذبح الأضحية يبدأ بيوم عيد الأضحى وينتهي في اليوم الثالث فيكون مجموع الوقت ثلاثة أيام -يوم العيد واليومان اللذان بعده- هذا في غير منى من سائر البلدان، وأما في منى فوقت الذبح للأضحية يبدأ بيوم العيد وينتهي بانتهاء أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد يوم العيد فيكون مجموع الوقت الموظَّف لذبح الأضحية في منى أربعة أيام.

وقد نصَّ على ذلك عدد من الروايات الورادة عن أهل البيت (ع):

منها: معتبرة علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (ع) قال: سألته عن الأضحى كم هو بمنى؟ فقال أربعة أيام، وسألته عن الأضحى في غير منى؟ فقال: ثلاثة .."(1).

ومنها: معتبرة عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (ع) قال: سألتُه عن الأضحى بمنى؟ فقال: أربعة أيام، وعن الأضحى في سائر البلدان فقال: ثلاثة أيام"(2).

نعم لا يبعد أن يكون اليوم الأول وهو يوم العيد هو أفضل أيام ذبح الأضحية، ويؤيد ذلك ما رُوي عن محمد بن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن عن أبيه عن علي (ع) قال: الأضحى ثلاثة أيام أفضلُها أولُها"(3) وأما وقت الذبح من يوم العيد فذكر عددٌ من الفقهاء أنه يبدأ بعد طلوع الشمس ومضي مقدار صلاة العيد والخطبتين.

واستُدلَّ على ذلك بمعتبرة سماعة، عن أبي عبد الله (ع) قال: قلتُ له: متى يُذبح؟ قال: إذا انصرف الإمام، قلتُ: فإذا كنتُ في أرضٍ ليس فيها إمام فاصلِّي بهم جماعة، فقال: إذا استقلَّت الشمس، وقال: لا بأس أن تصلي وحدك ولا صلاة إلا مع إمام"(4).

واستُظهر الوقت المذكور من قوله: "إذا انصرف الإمام" فإنَّه إنما ينصرف بعد الخطبتين، وهو إنَّما يصلي العيد بعد طلوع الشمس لأنَّ ذلك هو وقتها، ومن ذلك يكون وقت الذبح للأضحية بعد طلوع الشمس ومضي مقدار الصلاة والخطبتين حتى لمن لم يصلِّ العيد.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 14 ص 92.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 14 ص 92.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 14 ص 92.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 422.