مشروعية صلاة الضحى؟


المسألة:

ما هي صلاة الضحى؟ وما هو راي الامامية في مشروعيتها؟

الجواب:

صلاة الضحى نافلة يذهب أهل السنة إلى القول بمشروعيتها وهي مؤقته بوقت الضحى والذي يبدأ بارتفاع الشمس ويمتد وقتها إلى قبيل الزوال بما يقارب العشرين دقيقة وأقل ركعاتها ركعتان وأكثرها ثمان ركعات ونسب إلى الشافعي القول بأن أكثرها اثنتا عشرة ركعة.

وأما رأي الامامية في مشروعية صلاة الضحى فهو أنهم مطبقون على القول بعدم مشروعيتها وانها البدع وذلك لأنه لم يثبت عن الرسول (ص) أنه صلاها أو أمر بها بل الثابت عنه وعن أهل بيته (ع) عليهم السلام النهي عن صلاة الضحى ووصفها بأنها بدعة.

قال الشيخ صاحب الحدائق: "اتفق أصحابنا رضوان الله عليهم على أن صلاة الضحى بدعة، قال الشيخ الطوسي في الخلاف صلاة الضحى بدعة لا يجوز فعلها وخالف جميع الفقهاء (السنة) في ذلك فقالوا انها سنة ثم قال: دليلينا اجماع الفرقة ثم نقل بعض الروايات الدالة على ذلك من طرقهم.

وقال العلامة في المنتهى صلاة الضحى بدعة عند علمائنا خلافاً للجمهور فإنهم أطبقوا على استحبابها" واستدل الامامية على بدعية صلاة الضحى بروايات كثيرة واردة من طرق أهل البيت (ع):

منها: صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم والفضيل قالوا سألناهما -الباقر والصادق- (عليهما السلام) عن الصلاة في رمضان نافلة الليل جماعة فقالا: "ان النبي (ص) قام على منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان الصلاة بالليل في شهر رمضان النافلة جماعة بدعة وصلاة الضحى بدعة ألا فلا تجمعوا ليلاً في شهر رمضان لصلاة الليل ولا تصلُّوا صلاة الضحى فإن ذلك معصية ألا وان كلَّ بدعة وكلُّ ضلالة سبيلها إلى النار ثم نزل وهو يقول: قليل في سنة خير من كثير في بدعة".

ومنها: ما رواه الصدوق في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: "ما صلَّى رسول الله صلاة الضحى قط".

ومنها: ما رواه الصدوق باسناده عن عبد الواحد الأنصاري عن ابي جعفر (ع) قال: "سالته عن صلاة الضحى فقال: أول من صلاها قومك انهم كانوا من الغافلين فيصلونها ولم يصلها رسول الله (ص)".

والمتحصل أن صلاة الضحى بدعة بنظر عموم الامامية بمعنى أن من صلَّى في الضحى بقصد أنها نافلة موظَّفة فهو مشرَّع أي مرتكب لبدعة محرمة.

فالصلاة وان كانت خير موضوع فمن شاء فليستكثر ومن شاء فليقل، فللمكلف أن يصلِّي في أي وقت شاء وبأي مقدار شاء إلا أن قصد الخصوصية للضحى والتعبُّد بالكيفية المذكورة لصلاة الضحى والاعتقاد باستحباب ذلك على نحو الخصوص تشريع وبدعة نظراً لعدم ثبوت هذه الخصوصية عن الرسول الكريم وأهل بيته عليهم السلام وليس لأحد أن يخترع عبادة ثم يدعى استحبابها بنحو الخصوصية إذ أن العبادات يتمحض تشريعها وتوظيفها بالمشرِّع وهو الله جلَّ وعلا والرسول الكريم (ص) بتخويل من ربه جلَّ وعلا.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

26 جمادى الأولى 1427 هـ